مقالات مجد الوطن

خندقُ الريح

 

‏إذا غابَ حُزْنٌ حلَّ بالقلبِ آخَرُ
‏أما للأسى الخدّاعِ حدٌّ وآخِرُ ؟

‏أما للشموعِ الحُمْرِ كبريتُ لهفةٍ
‏يدغدغها كي يُضحكَ الليلَ سامرُ

‏أما للأماني البِيضِ أنواءُ فرحةٍ
‏لِتخضرَّ في حقلِ اتقادي المشاعرُ

‏هناك اختلاجاتُ الأغاني غزيرةٌ
‏ولحنُ الرؤى في الروح بَرٌّ وفاجرُ

‏وضوءُ الليالي يحفرُ الريحَ خندقاً
‏يلونني والصمتُ في الروح ثائرُ

‏فهل مسَّ نورَ الحلمِ شيطانُ بؤسنا
‏ونام على وِرْدِ المحبين ساحرُ

‏فما حيلتي للوصل يا من منعْتَهُ
‏وما حيلتي والهجر لصٌ وكافرُ

‏أسيرٌ لهذا الحسن عمري قضيتُهُ
‏وكلّي على طعنِ المواعيدِ غائرُ

‏فلا فازتِ العشّاقُ بعدي بقبلةٍ
‏ولاغازل الحسناءَ في (الشات) ساهرُ

‏حنانيكَ يا طعم الضياعِ بشاعرٍ
‏تولاه في منفى المساءاتِ غادرُ

‏تهاداه حسنُ الفاتناتِ ولم يزل
‏رهيناً وفي جنبيه للشوق فاجرُ

‏تلوحُ كؤوسٌ لي من العُقْمِ ماؤُها
‏وهل يرتوي الظمآن والكأسُ عاقرُ

‏فأقبض كُنْهَ الماءِ والماءُ كاذبٌ
‏وانشق في حزنين والقيظُ ساخرُ

‏صدقتُ الهوى لمّا كذبتم وتاه بي
‏سرابٌ أنانيٌّ وغيمٌ مهاجِرُ

‏عذابي عدا بي في مفاوزِ وعدكم
‏وعدتُّ إذا بي في وفائي أفاخِرُ

‏فهل آن أن توفوا مشاعرَ شاعرٍ
‏ليرتاح من وخزِ المشاعر شاعرُ ؟

‏إبراهيم مدخلي
جازان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى