مقالات مجد الوطن

ذكرى

 

فتيحة بن كتيلة

كلما اقترب موعد الدخول المدرسي اتذكر طفولتي ،وكيف كنت اعد الايام والليالي للعودة لمقاعد الدراسة، اين كانت اقصى امنياتي فستان جديد ، وحذاء جديد واكسسورات للشعر، في ذلك الزمن كنا نخيط ملابسنا عند خياطة القرية ، وكنا تقريبا نتشابه في اللباس ، لازهو بها واخرج في جولة سريعة لبنات حي لنتبادل الاحاديث عن ماذا اشترينا وماذا اخترنا وان كنا قد التقينا مرارا عند خياطة الحي ، كنا نجرب في الحي نوع تسريحة الشعر ونتبادل التسريحات لبعضنا البعض ….والمحظوظة بيننا من تكون صاحبة شعر طويل حريري الخصلات فهي ملكة صويحباتها وستكون نسريحة شعرها واحد من ثلاثة لارابع لهمها والثالثة نادار، اما سيكون شعر ها ذيل حصان …او ضفيرة مدلات على ظهرها لتلامس خصرها او تتجاوزه قليلا …وقد تتمرد على حيها للترك شعرها حرا طليقا متمردا من كل قيود …وستتقدم صويحابتها في ذلك اليوم وكل العيون مشدودة لخصلات شعرها التي تلمع مع بريق الشمس لتهمس لها كم انت جميلة .

اما اليوم اصبحت امنياتي في اشياء لاتشترى …اشياء لا تعجز عن خياطتها خياطة الحي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى