مقالات مجد الوطن

الصمت الزوجي

 

الصمت الزوجي مشكلة يعاني منها بعض الأزواج، وهي مؤشر على فتور العلاقة الزوجيةوجمودها فكم من زوجة تشكو صمت زوجها، وإنعزاله في عالم آخر منفصل عن عالمها، وكم من زوج لا يجد في منزله سوى هاتفه لينفرد به بعيداً عن زوجته وأطفاله والجو الأسري .

 

إن سلامة التواصل الزوجي واستمراريته وصحته له أثر كبير في العلاقة الزوجية وتماسكها واستمرارها وحصول التوافق الزوجي وقوته .

 

مامعنى الصمت الزوجي ؟

 

السكوت السلبي للزوجين وغياب لغة الحوار بينهما، وانشغال أو تشاغل كل منهما عن الآخر بأموره الخاصة، وضعف التفاعل اللفظي والعاطفي نتيجة لعدم وجود قواسم مشتركة بينهما .

 

أسباب الصمت الزوجي :

 

_ أسباب شخصية

 

إن أي سلوك يتبناه الإنسان ما هو إلا حركة تعبيرية تصدر كإستجابة لمثير ما وتتحكم فيها مجموعة من الخبرات المكتسبة أو هي رد فعل لفعل معين وفقا لخبرات الفرد المرتبطة بالفعل .

 

فقد يكون الصمت نتيجة اعتقادات ومفاهيم وخبرات يحملها الفرد وتؤثر في سلوكه نتيجة عادات وثقافات اجتماعية أو مفاهيم دينية سلبية أو خبرات اكتسبها من المجتمع المحيط به .

 

و قد يكون الصمت نتيجة تكوين الشخصية فهناك شخصيات تفضل الصمت بطبعها ، وهناك شخصيات تدفع الطرف الآخر للصمت مثل :

الشخصية الانطوائية.

 

_ أسباب اجتماعية :

ومن أبرزها قلة الكفاءة في أداء الأدوار الزوجية

و ضعف التأهيل لمسؤوليات الزواج، وعدم المبالاة بواجباته مما ينعكس سلباً على تعامل الزوجين من بعضهما.

 

_ كثرة الخلافات بين الزوجين :

وذلك لأسباب عديدة منها العنف بين الزوجين بكافة أشكاله وافتقار أحد الزوجين أو كلاهما إلى استخدام مهارات التواصل أو مهارات حل المشكلات .

 

الانشغال بالتواصل مع الآخرين عبر الأجهزة الذكية وبرامج التواصل الاجتماعي، والتي أصبحت تزاحم التواصل الزوجي داخل البيت.

 

أسباب اقتصادية ،

الهموم والمشكلات الاقتصادية والضغوط المعيشية تحمل الأزواج على عدم الرغبة في الحديث والحوار لاسيما إذا كان الحوار يتعلق بالنفقات.

 

علاج الصمت الزوجي :

 

_ تعزيز ثقافة التواصل الفعال وفنون الحوار بين الزوجين، وبيان أهمية الحوار بين الزوجين واختيار أفضل العبارات لاسيما عند الخلاف في الرأي كما أمرنا تعالى فقال : ﴿وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾.

الاحترام المتبادل بين الزوجين.

 

_ التعبير عن مشاعر الحب والإشباع العاطفي بجميع وسائله اللفظية والمادية والحسية.

 

_ التوافق النفسي وتنمية روح الانسجام، فقدأكدت

الدراسات أن وجود علاقة ارتباطيه بين الخرس الزوجي والتوافق النفسي

فكلما زاد الخرس الزوجي قل التوافق النفسي.

 

في النهاية الصمت الزوجي لا يساعد في حل المشاكل بل من المحتمل أن يجعلها تتفاقم، خاصة أن كلا الطرفين لا يتحدثا سويا ولا يعملان على حل المشاكل بينهما ، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث فجوة في التواصل بينهما بشكل جيد، واعتبار كل فرد أنه لديه الحق في الغضب، وأنه ليس مخطئ.

 

إن شعور الشخص بامتناع شريكه عن التحدث معه سيولد عنده الشعور بالغضب، وانعدام الأمان والثقة بالنفس، والحزن والضيق الدائمين لذلك على الأزواج تبادل الاحترام و التعبير عن مشاعر الحب والإشباع العاطفي بجميع وسائله اللفظية والمادية والحسية.حتى يتم التوافق النفسي وتنمية روح الانسجام .

 

ندى فنري

أديبة / صحفية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى