مقالات مجد الوطن

اين انا ؟ 

 

امل صلوي

 

كُنت دائماً مُنذ الصِغر أتساءل اين انا حتى أعلم الإجابه وكُنت احصل على اجابة صحيحة وبعدها أُلقي تساؤلاً آخر متى سنذهب إلى الحديقة متى سأحصل على قطعة حلوى والشوكلاته .. والاجابة هي لاتخافي ساأذهب بِك غداً وتحصلين على ماتُردينه ياصغَيرتي ، كُنت أبتهج على منظر الأرجوحة التي تتكاثر عددها وألوان مختلفة وعُشب اخضر فاتح اللون وأبدا أُشر بإصبعي إلى تِلك الزاوية الأخيرة ارجوحتي التي تتقيد صُنعها بـ سُلسلسه حديدية تتشابك كِلاهما ملتفة بطريقة ما ثُم أشدها على نفسي إذ بها تُلف أرجائي كُل مكان والتف على نفسي وانزل منها الا قد شعرت بالدوران واتمزق من الضحك ثُم أنتظر دقائق مُعدودة واشاهد إلى ضوء الشمس هل اغترب الوقت ام لا والعائلات قادمة ومعها صغارها إذ نحُن نأشر لبعضنا وأذهب أنا لأكمل وأركض نحو الألعاب بكُل شُوق ولهفه وأتسابق في الركض مع الأطفال الغُرباء وأخبرهم بإسمي وهم يخبروني ايضاً ونقوم بمنادة بعضنا لبعض واواصل الركض حتى ينقطع النفس وانا مُدركة أن غداً سوف أكرر اللعب بإستمرار ولكن لا أعلم أن الأشخاص الذين لعَبتُ معهم سوف اودعهم وأرحل مع رحِيل ضوء الشمس للأبد ولن نلتقي مجدداً ،، حَتى كبرت وبلغت من العُمر وكل مرحلة أصِل بها يدور حولِي الكَلام ويتكرر معي ” أنتي كُبرتي ” مُنذها وأنا أتمنى لا أكُبر أريد اكمل الركض أريد أن احصل على المَزيِد من الحلوى ان العب وامرح واجد جواباً لتساؤلاتي كلها حتى لو أنها ليست صحيحه ” أريد أن التقي بِـ الغرباء ونلعب سوياً دون أذى او حتى احفظ ملامحهم لقد كُبرت تماماً ومَرت بِي الأعوام وتختلف بِي الأحوال وهناك أُناس اعرفها توفاهم الله وأُناس لازالت على قِيد الحياة والبعض منهم من لازال مُتجبراً ومستمراً في أذيته وظُلمه للغير وعاش حياته مكروهاً بيننا لانقبله حين نراه ومن يعصي الله ولا يبالي وسمعته تسابق اسمه ، زادت الحياه وقصصاً تنتشر ونغُلق ابوابنا ونوافذ المنزل جميعاً خوفاً من الشر كُبرت واقدمت على المسؤليه المتراكمه وبدأتُ مرحلة أتساءل نفسي هذه المره اين هو الضوء ؟ متى تأتي هذه اللحظه بدلاً من ان تنتهي ؟ أريد فقط تنتهي اللحظات السيئه وتنعاد اللحظات الجميله فِي كُل مره شعَرت أن العُمر ماهو إلا رقما يزداد وتزداد بِي التساؤلات حول أفكَارِي هَل اخاف حِين أكبر ام اكتفي بمشاهدة من يقومون بتنسيق بعض حفلات المِيلاد وكعكه كبيره في وسطها وجوانبها يطفؤن الشموع ويتراقصون على موسيقى عند الساعة الثانية عشر تماماً وينثرون الورود لأنهم تجنبو رقم سابِق وابتدى يومهم الجديد هل افعل مثلهم ام لا ، عام تِلو عام ماذا علي أن أفعل بضبط ياترى ؟

كُبرت ولم يكُبر معي السؤال اين انا ؟

كُبرت ولم أستمع إلى الجواب بوقته؟

كُبرت وتأملت في ضوء النافذه نهايه ام بدايه شبه بإستمرار

كُبرت ورأيت الغُرباء وأقتربت ولم أرى منهم سِوى الأذى ورحلنا عن بعضنا دون وداعَ

مع الضوء لتنتهي اللحظه السيئه ام الجميله ؟

كُبرت ولم أقول إسمي للغرباء بل أخاف أكثر؟

كُبرت ورأيت مامعنى أن تتقيد رُوحي حِين أعتدتُ على أشخاص بعد الوثوق بهم بسلسلة حديديه كادت تقتلني حول رقبتي ؟

كُبرت وعلمت أن ضوء الشمس تحرقني

كُبرت وعلمت أن ضوء النار ايضاً تحرقني

كُبرت وعلمت أن ضوء شاشة هواتفنا تصيبني بالعمى

اين هو من أخترع كلمة ” تكبر وتنسى”؟ عند الألم ؟

بل كبرت وكُبرت معي أوجاعي ومخاوفي من هذه الحياة والواقع المرير أصُبت بحرقه دون ضوء الشمس ولا نار

أُعميت بالبصر دون شاشة الهاتف او تِلفاز

منحت الكثير من الفُرص مثل الشعاع وماهو المقابل؟ حسناً فلا يهُمني أن أشيب في العمر واحطم رقماً قياسياً واطفئ شمعتي عند الثانية عشر ليلاً المهم أن اصنع لنفسي لحظات سعيده دون قيود او وقت محدد وعدم البحث عن الضوء لأنتظر متى تبدأ اللحظه الجميله التي كانت العكس منذ صغِري سوف اواصل في لحظاتي بجميع حالاتها وإن ساء بي الزمان يجب علي أن أصبر واتحمل لماهو أكبر مني ولأحمد الله على عافيتي وما املكه والرضاء النفسي وليفنى عمري كله بكُل إرتياح دون معانقة الشر اما عن الغُرباء اكتفي أن الوح لهم بيدي السلام دُون أن أقترب واعانقهم بالكلمات الساحِره خلفها ستائر مظلمه دُون ضوء أكتفي بنفسي لأسعدها من غير انهيار او مشقات وطرقاً غير واضحه فما اجمل ان ابحث عن الضوء الحقيقي ضوء النُور الذي يُشع من الداخل نُور المحبه وصفاء الرُوح والنقاء ابحث عن النور بداخلي لأضيء به على منهم حولي ولمن هو أمامي واترك إبتسامتي فهي” عنواني ” هذا هو الضوء الحقيقي والصمت أساس المواقف المشتده بالغضب التي تحتاج النظر وفهم العقل واخذ التصرف وليس الثرثره دون فائده كي نركُز جيداً وعدم التسرع في الأمور حتماً وواجب علينا ان نترك الظلمه التي تنتهي بجميع النقاشات والمحاورات في مواضيع الغضب ومنح البعض الفرص فليس الكل من يستاهل الوثوق او إعطائهم فرص مجيده حتى لا يدعون داخلك ثقباً يمر بِه ضوء يحرقك مدى العُمر انتبه جيداً .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى