مقالات مجد الوطن

سيمفونية خريف( 2)

 

✍️ مريم بلالي

 

ويستمر لحن الخريف من جهاوي العشايا،إلى سواري ويمسي هاطل

ويصبح المٍغدي،ثم تغيب العشايا

وتعاود ولاتستطيع أن تخفي على

كبار السن مواعيدها او زرع الظن

بإنقطاعها..

لهم مواعيد ومواقيت وعلامات ونجوم متى تظهر ومتى تغرب

يستطيعون من خلال خبراتهم الفلكية التي وهبها الله لهم كمزارعين

معرفة وقت الزراعة التي ينتج منها

غلة والوقت الذي لن ينتج منه شئ

فتجدهم قد جهزوا معداتهم للخريف

وما إن ينتهوا من الحراثة يبدأ بعدها

تقفار المزارع ورفع الأكف إلى الله

أن يأتي براثمة منشية لذلك الذرا(البذر) ثم يأتي الله بثناوة توديبه، لتبنى السهاوي ويحتزب

المزارع الميضفة بدل المسحة والفأس،وحينها لن تسمع إلا

لحنًا يطرد الطير وميضفة ترسل قنابل من كدر الطين الذي يحدث

بين حشر القصب لحنا يجعل الطيور في نفور،وفي هذي اللحظات يكون الأمهات قد شددن العصاب على الراس بتلك الطرحة وربطن النطاق

وصلا من عسيب او اصلا من عرقص

او قصبة مياسة القد ضميانة.

والمهاجن للخبيط محبولة الاطراف

والمذاري للخويد لوقت حزايبها

والمخابط من النبع قطعت وجففت وسحب جلدها ذات قوام وعلى الكف ريش نعام…

سيمفونية خبيط الخويد تُخلف عَزم

هو للهجف والقنان غذاء ولنا نحن الصغار طًعم ننصب لها في المكان المحانب والمزابت،ونظفر بلحمها الشهي الذي يُشوى

على لهب العيدان من المرخ، وذرة ملح تجعلنا اسياد الشواء،ولنا من هذا الوقت من الخريغ ما تصنعه الأمهات من مسهى،وعكيد

وغيله سمن الحقين،وفي بعض القرى

لايجود الخريف، فنسمع لحن قوافل المنجعين ممزوج بثغاء وخوير واحتكاك الأواني وسوايف البشر وصقصقة للسويق

وحث الدواب على المضي

والحبايط لحنها فيما بعد .

ينتهي وقت الخضار والخضير

فتسمع لليباس لحن

حشر القصب مع النصيد

والله واحد ……ماله ثاني

ورددوا……….. سبع المثاني

الله واحد ……..ماله ثاني

واهازيج الصاربه منهن من تدادي بلحن الفقد والحنين ومنهن من تردد لحن عشاق يرجون الله ان يجعل نصيب وأخريات وسيعات الصدر لهن تهويدات تغيض فريق وتمهج من الضحك بطون فريق ليس محل ذكر تلك المداداة والاهازيج والدعابات

التي تعد حكايات قصيرة وطرفة

تبقى الصاربة طوال النهار لتعود مع الغاربة،وترجع من شدخت ومقرنت

وجنت الحبحب والدجر، فتجهز الغداء وتكلف من يوديه،فيصل إلى الشقاة وقد ذهب بهم الجوع فيكون

خسيفه شرقة على رأس جبل،ومأدومه كغداء ملك عاش في قصر عالي يرتع بالنعايم

ثم ينتهي الصريب وتزين تلك المزاوم بأشكالها المخروطية المكان

وشارف على الإنتهاء الخريف

لم يبقى إلا آخر لحن لابد أن يرافقه

لحن ناي وصوت مثابر يحث على عدم التراخي ويخبرهم أن الخيل

تشد العزم في نهاية السباق

العذق والخباط والساحة هي

المجران قد زربه صاحب الزهب ونظف ارضيته ليستقبل وداية الصاربات ولايخرج، منه عذقاً الا هزات وجباتهن نهاية اليوم ولكل مجتهدة أمينة حشت المصراب نصيبها ،وتبدأ الأوتار لحن الحنية،وتمتمات الخباطه وتلك الشونة تصبح كما قال ابن صالح

خباطته بعد الذرا يصبرنه

قال ابن صالح ليت لي مد منه.

 

ونتهاتب نحن بنات واولاد بالمشاري هبوا لنا مد منه ونسميه عشاء ولذلك

اهزوجه ولحن نردده على صدر قيثارة عزباء……مع غروب الشمس

لن تستطيع التركيز إلا في جهة واحدة واترك بقية الألحان في اللاواعي فهناك خليط من ألحان

صغار الطيور تعاتب والديها على تركها في اعشاشها،ولحن اعتذار الأمهات من صغارها…….

ولهجات الرعاة،والمعالفة المشفرة واختلاسات عشاق تفرقت بهم الطريق مع الغاربة

ينتهي لحن الخريف وسيمفونياته

بوصول الغلة إلى الدميم….

قضى ليل السمر ولحن الطارق

واحتفى المزارع وبقيت أنا احمل الذكريات

وسأظل اعزف لحن الخريف حنينا

 

 

#مريم_بلالي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى