مقالات مجد الوطن

( لاتحسبيني قاسياً )

 

 

 

وقَفتْ  على  جرح  الفؤاد حمامةٌ

بيضاءُ    فاتنةُ   الجناح   المُسبَلِ

 

قلتُ ابعدي أرجوكِ لا .. لا تخنقي

هذا  الجريحَ  بمخلبٍ مِن  سلسَلِ

 

لاتُخضبي   هذا الجمالَ و عطرَهُ

أرجوك يااحلى العيون تَمهَّلي

 

فالقلبُ   ينزفُ   ياحَمامُ   كمَا تَرى

هيَّا اخفقي  هذا   الجناحَ   لترحلي

 

ضحكَت وقد ضمَّت فؤادي وانطَوت

فكأنَّما     ضحكت     بفمِّ      البُلبُلِ

 

وتَمايَلت نَحوي وَ مِن أنفاسِها

فاحَت ازاهيرُ الصَّبا في جدولي

 

سَكبت بأوردتي مفاتنَ كأسِها

وتَوشوشَت في داخلي لم تخجلِ

 

قالت  أطابَ الجرح  ياقلبا  هَوى

أم   أنها   أوجاعُ    قلبٍ   مثقلِ

 

أنا   من  بلاد   الحب  جئتك  آيةً

فأنا   الطبيب  و يامريض   تدللِ

 

أناْ كم   سبقتُ  الطيرَ و الأحلامَ و

الفجرَ  الجديدَ و كلَّ  مَن  يتعجَّلِ

 

وسبقتُ  فيكَ  الغيمةَ  السوداءَ و

المطرَ  القديمَ  و عينَ مَن  يتسلَّلِ

 

ومَددتُّ  فيكَ يداً  لغيركَ  مامدد

تُّ  يدَ  الهوى   أبداً  و لم  أتسوَّلِ

 

وأتيتُ  كي اهواكَ  كي أكوي الجرَ

احَ  وألعقُ   الدمَّ  الطهورَ   بسُنبلي

 

قلتُ  اصمتي فالقلبُ  ينزفُ والجر

احُ  يطيبها  طرفُ الحبيبِ  الأكحلِ

 

قالت    أما   آنَ   الأوانُ   لتخضع

الدنيا  لنا   فارأف بقلبي  و اعدلِ

 

قلتُ انظري أعماقَ قلبي واحذري

تلكَ  التي   سكنت   بذاكَ  المنزلِ

 

ولتحذري   تلكَ   العيونَ  ورمشَها

هيَ  ربُّ  ذاكَ  القلبِ عنها  فاسألِ

 

هيَ  أجملُ  التاريخِ في  ذاتي ولم

أرنو     لغيرِ    عيونِها    لا    تعذلِ

 

إنَّ   الذي  مَلكَ   القلوبَ  مُسيطرٌ

أرجوكِ قومي من مقامكِ وارحلي

 

كلُّ  العروقِ  أبت و عنكِ  تغافلت

فالقلبُ   قالَ   تأسُّفاً   لن  تقبلي

 

لا  تَحسبيني     قَاسِياً   فعقيدتي

مَن   أحياْ   أرضاً    مُلكها  للأوَّلِ

…………………………….

أبو حليم …..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى