مقالات مجد الوطن

رسالة لم أفهمها

 

بُنيَّ ….

ياصديقاً جاء لحظة الأمل

وأملاً قد جاء يغلق القدر

قدرٌ جميلٌ في حديقتي الصغيرة

يلعب في أحضاني

يسافر في فراشاتي

ويسرق عنوان العطر

ينمو في عشبي

ويكبر في أشجاري

يحمل اسمي

لم أفهم يوماً مايحمل …

كنت أتجرّع كل دواء مُرٍّ لتعيشَ أنتَ

كنت أنام في عينيكَ كي تنام أنتَ

كنت أغنِّي في فم العصفور

كنت ابحث في كل جوف للبشر

عن الدواء  .. عن الكِلى

عن الوجود .. عن الحياة

كنت لا أبحث إلا عنكَ .

كنت أراكَ تتلاشى

فأغمض كل عيون الحقل

وأحبس كل آهات الغد

لكي لا أراك تنتهي

كنت اسكن في ذاتك

أتألم من معاناتك

كنا نصارع الألم معاً

ونطلب الحياة

لكي نكون حقيبة في محطة القطار

ننتظر الرحيل كي نعود .

وبينما الأطفال في حجرة الألعاب

يتبادلون ضحكة الإجازة

تنام أنتَ فجأة

وبينما الجميع يلعبون

تسقط انتَ وحدك

فيسقط الجميع

البيت والجدار والزقاق

والهاتف المرميُّ لم يعد يرن

وشاشة التلفاز تسودُّ في عزِّ الحدث

الماء يبكي ياصديقي في دموع

والصمت يملأ كل ألعاب اليتيم .

الكل ياحبيبي

يكبو  و يحبو  و يصيح

وعندماكنتُ أصيح

ولدي العزيز

ولدي الوحيد

ولدي ينام بغرفة الإنعاش

ولدي يموت

ويحزن السرير

ليتجمد في ثلاجة من الوداع

لم يكن يسمعني في وقتها

إلا أنتَ …

لننتظر اللقاء …

ولدي أيِّ ولدٍ جاء من رحم الفرح

جاء كي يبني قصوراً ومن ماء المطر

ومن العدم قد جاء يبنينا

ويبني لنا المرح

تهدّمت فرحة الغد قبل غروب الشمس

أنا كنت اعلم أن قطرات المطر ستجف يوماً ما

فالمرض يقتلني كل لحظة

أنظر فيها لعينيك العميقتين

وكل عصفور على حديقتي الصغيرة

يبكي ولاينام .

تلك الحديقة التي زرعتها من الألم

لكي تكون انت ياصغيري

عصفورها  ربيعها ووردها وفراشها

قدكنت أعرف ان يوم ما ستذهب الحديقة

ويجف منها أكسيل الحياة .

محمدٌ …

أي عيون رحلت

اي ألعاب تكسّرت في داخلي

اي أمانٍ غادرت تخيلي

الأرض والإنسان وأمي الحرينة والنمل

يبكون في قرية بيوتها أنتَ

والآن تسمحون بالرحيل

أين انتم عندما قد كنت أبحث عنه

اين أنتم عندما قد كنت أبكي عنه

أين انتم عندما كنت أسافر عنه

اين انتم عندما أنظر في العابه ولا اراه

اين أنتم عندما أريد ان أسقيه لا اراه

اين أنتم وفي شوكة الطعام لا أراه

كرسيه الصغير تحت طاولتي لم أعد أراه

الضحكة القديمة لم يعد لها رنين

أين ذاك وكل ذاك لم يعد هنا

لم يعد هنا غير أربعة من الحروف

تكرّرت .. تحرّرت من المرض

وغادرت من صفحتي

وغادرت كل الظروف

ولم يعد في كرت عائلتي القديم

غير الحروف …..

……………………………….

ابو حليم …….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى