مقالات مجد الوطن

مخاطر تنمر الأهل على الأبناء

 

يحب الأهل أبنائهم بكل تأكيد، و يهتمون بهم عبر امدادهم بالمال، و العلم ،و الغذاء ،و الحب ، لكن في بعض الأحيان يستخدم الأهل بعض الكلمات والألفاظ والسخرية والتهكم من أطفالهم، دون وعى منهم خلال المواقف الحياتية اليومية…

 

قد لا يكونون منتبهين إلى الإيذاء النفسي والضرر الواقع على أبنائهم بسبب هذه الكلمات …

 

التنمر نوعين :

 

– تنمر لفظي…

– تنمر بدني …

 

التنمر قد يسبب دخول الأبناء في حالات شديده من الاكتئاب ،و يخلق حالة من الصراع النفسي الداخلي داخل الطفل و يجعله يقارن بين صورته الذاتية التي يراها لنفسه والصورة التي يراها الوالدين له.

 

و هذا يجعله في حالة من التشكيك في ذاته وفي قدراته .

 

لذلك يجب علينا أن نعلم أن الأسرة دورها الأساسي هو الدعم والبناء، واحترام الاختلاف بين كل طفل وآخر والعمل على بناء القدرات وليس الهدم ومحو شخصية الأبناء .

 

إن ما يقوم به الأهل من التنمر على أطفالهم يعد من أخطر أنواع التنمر الواقع على الطفل…حيث أن الأسرة هي ملاذ الطفل واستقراره النفسي ومصدر الأمن له .

 

حينما يفقد الطفل، الشعور بالأمان والدعم والتحفيز و يتحول مصدر إلهامه إلى عنصر أساسي فى اضطرابه النفسي قد يتعرض لأعراض انسحابية كالخجل المفرط والخوف الشديد من الاندماج في الأنشطة الاجتماعية.

 

و قد يصاب الطفل الصغير بالتبول اللا إرادي و فقد السيطرة على نفسه بسبب التنمر المستمر عليه .

 

الأحلام المفزعة والأرق وتقطيع النوم .

 

الميول الانتحارية والرغبة في التخلص من الحياة من تأثيرات التنمر على الطفل المراهق .

 

فقدان الشهية وعدم الرغبة في الطعام .

 

التراجع بالصف والتحصيل المدرسي والتأخير في الدرجات والنوم أثناء الحصص أيضا من علامات التنمر على الطفل.

 

في بعض الأحيان التنمر مقصود لإذلال الطفل وعاقبه.

 

فقد تلجأ الأمهات إلى التفريغ العاطفي بالطفل في حالة المشاكل الزوجية بالضرب والإهانة أو التقليل من شأن الطفل…لذلك على الأسرة احتواء الطفل ودعمه ومساندته والامتناع عن وصف الطفل بألفاظ سيئة ومعالجة كل أثار التنمر الناتجة عن الأساه للطفل بشكل متعمد.

 

من المشاهد اليومية للتنمر الواقع على الأبناء من الأبوين :

 

– الضحك المستمر على الطفل أمام اخوته والتقليل من شأنه كأن يقولون له أنت فاشل .

 

– انتقاد شكل جسمه او لون بشرته او شكل أسنانه أو شعره الجعد و السخرية من المظهر الخارجي الذي يجعل الطفل أكثر صعوبة في تقبل ذاته و يفقده الثقة بنفسه .

 

– وضعه في مقارنة مع إخوته وتوجيه النقد له بشكل مستمر مما يساهم في انسحابه اجتماعيا و يكون غير منسجم مع الوقت مع أقرانه بالمدرسة .

 

– التشكيك في قدراته واتهامه بعدم قدرته على الوصول لما يريد.

 

– القيام بالتعدي على الطفل بدنيا بالضرب والإهمال.

 

– القسوة والتعمد في استخدام الألفاظ التي لا يحبها الطفل .

 

كل ذلك يعمل على ضعف ثقة الطفل بنفسه، كما أنه يفقده الشعور بالأمان…حيث أن مصدر الأمان أصبح هو مصدر التهديد بالنسبة له.

 

غالبًا لا يتحدث الأطفال عن تعرضهم للتنمر، ويرجع ذلك لأسباب عديدة، منها:

 

– عدم إدراك أن ما يتعرضون له هو تنمر وإيذاء، وخصوصًا حين يحدث ذلك بصورة ماكرة وخفية.

 

– الشعور بالحرج من أن هذا الأمر يحدث لهم، أو عدم قدرتهم على التعامل معه.

 

 

إذا كان الطفل مراهقا و يعاني من تنمر عائلته عليه ، إليه بعض الخطوات التي يمكن أن تساعده على التعافي من هذه الوضع:

 

التحدث مع شخص موثوق به:

 

نطلب منه أن يتحدث مع صديق

أو أحد أفراد العائلة الذين يثق بهم و يشعر بأنه قد يفهم وضعه.

 

البحث عن الدعم العاطفي من الخارجي يمكن أن يكون مفيداً أيضاً كا الاستعانة بالمرشد التربوي في المدرسة .

 

التفكير في البحث عن مساعدة مهنية:

 

إذا كان يعاني من آثار نفسية خطيرة نتيجة للتنمر العائلي، يمكن أن تساعده الاستشارة مع محترف نفسي أو معالج على التعامل مع هذه الأوضاع واكتساب الأدوات اللازمة للتعافي.

 

أن يحدد حدوده :

قد تكون الحدود الصحيحة هامة للحفاظ على سلامته النفسية.

 

على الطفل أن يعرف حقوقه وحدوده ولا يتردد في الدفاع عنهم برفق واحترام.

 

ننصحه أيضا بالبحث عن مصادر دعم إضافية:

 

قد يجد دعما من الأصدقاء و الانخراط في نشاطات اجتماعيةأو مجتمعية قد يساعده على بناء علاقات داعمة له .

 

نصيحة أخيرة للمراهق اعتني بنفسك:

تأكد من الاعتناء بصحتك العامة، بما في ذلك النوم الجيد والتغذية الصحية والنشاط البدني.

 

يمكن أن يكون العناية بنفسك جزءًا مهمًا من عملية التعافي.

 

و عليك تطوير مهارات التحكم في العواطف:

 

تعلم كيفية التعامل مع العواطف السلبية وإدارتها بشكل صحيح.

 

يمكن أن تكون التقنيات مثل التأمل والتنفس العميق مفيدة في هذا الصدد.

 

التفكير في المستقبل:

حاول رسم خطة لمستقبلك و حدد الأهداف التي ترغب في تحقيقها. هذا يمكن أن يساعدك على الانتقال إلى أمام وتحقيق تقدم في حياتك.

 

تذكر أن التعافي من التنمر العائلي قد يستغرق وقتا ، وقد تحتاج إلى دعم إضافي ومساعدة مهنية.

 

لا تتردد في طلب المساعدة عند الحاجة والبحث عن طرق تعزيز صحتك النفسية والعاطفية.

 

في النهاية علينا أن نفهم أن التنمر العائلي هو تصرف سلبي عندما يتعرض له الشخص داخل أسرته، و له تأثيرات نفسية وعاطفية سلبية على الفرد فعلينا الانتباه إلى ذلك و محاولة تصليح الوضع.

 

ندى فنري

أديبة/ صحفية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى