مقالات مجد الوطن

(* جَازانُ * )   

 

 

جازانُ يالحظةَالحُبِّ التي غرسَت

بينَ السنابل يَاقوتاً و مرجَانَا

 

ترعرَعت في حقول القمح فاتَّسمت

من تُربة الأرض إبداعاً و إتقانَا

 

فأزهَرت ثم فاحت والتقت وغَدت

بين الوجود وفوق الصمت إنسانَا

 

تصاعَدت فاعتلت بالأفق منزلةً

فساوتِ الصخرَ بين الغيم بُنيانَا

 

جازانُ ياأكرمَ الأرضِينَ قاطبةً

وأخصبُ الكفِّ مذراءً و بُستانَا

 

ياسلَّةً في خفاءِ الليل قد خرَجت

كم أطعمَت من لذيذ الخُبز بُلدانَا

 

لاتُطفأُ النارُ في بيتٍ لها أبداً

كم أَشعلَت في ثقُوب النَّاي نيرانَا

 

إنَّا لَنكرمَ مَا دبَّت بديرتنا

كَعباً وريشَاً وأسواطاً وحِيتانَا

 

إن يمنعِ الضيفَ عُذرٌ فوقَ طاقتهِ

سُقنا السَّمينَ له قَدراً و إحسَانَا

 

لو جاءتِ الأرضُ أحياءً وما سَلفت

ضيفاً لجازانَ (حيَّ اللهُ مَن جَانَا)

 

يالذَّةً في قوافِي الشّعر نسمعُها

ونغمةً أطرَبت سهلاً وشطئانَا

 

الدفُّ والليلُ والمزمارُ موعدنا

نحييَ الحماسَ ووقعُ الطبل ألهانَا

 

كلُّ البحورِ لها لَطمٌ بشاطئها

وأحمرُ البحر يلقى الشطءَ أحضانَا

 

ويمرجُ البحرَ سيلٌ كادَ يسكرهُ

كأنَّ بالماءِ خمّاراً وسَكرانَا

 

بأرخبيلٍ لنا (فرسانُ) محفلُنا

غروبُ آذارَ يٌهدي البحرَ قربانَا

 

في ساعةٍ يملأ النيروزُ ساحلَنا

يَرمي (الحريدةَ) أشكالاً والوانَا

 

تمحي الشقائقُ من غيرٍ لنا أثَراُ

ويمسحُ الموجُ ما منهم وماكانَا

 

ويحفظُ البحرُ ماكانت لنا قدمٌ

فخرٌ لقَاعٍ بهَا كعبٌ لجَازانَا

 

كأنَّنا نرقبُ الأمطارَ نطلبها

لاينزلُ الغيثُ فينا إلّا هتَّانَا

 

ونرفضُ الريحَ مسموماً لواقحها

يُهدى النسيمُ لنا لًطفاً و مجَّانَا

 

تشكَّلُ المطرُ المدهونُ قطرتهُ

عطرَ الربيع على جازانَ فستانَا

 

ستارةُ الزهر فوقَ السفح قد نزلَت

جدائلاً أسدلَت فُلّاً و أغصانَا

 

إكليلُ حُبٍّ على عُنقٍ لها فَبدت

فتاةُ عُرسٍ كسَاها الغيمُ (عَزّانَا)

 

ينسابُ من تحتها الرقراقُ منتعشاً

وينثرُ الغدقُ كَافوراً و ريحَانَا

 

لايسقطُ الصخرُ فوق الماء يفزعُهُ

كأنَّ بين ضلُوع الصخر مَالانَا

 

ليصلحَ الصخرَ هجرا دامَ بينهما

ماكانَ هجراً ولكنّ الهوى حانَا

 

وتسقطُ (العَنكبُ الحمراءُ) نكرمُها

فترتدي البزَّ شَيفوناً و كتَّانَا

 

عَروسةٌ في هدوءالليل قد سقَطت

بينَ الرذاذ فهامَ الفجرُ نشوانَا

 

ويشهدُ الفأسُ والفلّاحُ أمسِيَةً

ويرقصُ الحقلُ أعياناً ووِلدانَا

 

كلُّ الجنونِ وكلّ الطفل قد رقَصت

فألهبَت في غمُوض العُشب كُثبانَا

 

يُدَغدِغُ الليلُ أجواءً لنَا ابتسَمت

وتشرقُ الشمسُ ليمونَاً وَ رمّانَا

 

الخيطُ والإبرُ والأحلامُ قد صنَعوا

في صدرِ جازان عقدُ الفلِّ قد زانَا

 

بينَ الأريج وثغرِ الغيدِ قد مُلئت

قَارورتي من مزاجِ الصيفِ أخدانَا

 

ففاحتِ الأرضُ كلُّ الأرضِ من عَبقِي

حتّى استعارَت عطُورِي الزهرُ ازمانَا

 

ماكلُّ جازانِ إلا نحنُ نعشقُها

النجمَ والرملَ والطاحونَ والدانَا

 

حتى الغبار الذي بالأفقِ نعشقهُ

يبدو جَميلاً وبالعينينِ فتّانَا

 

وتنسخُ العينُ ماضينَا فتلصقهُ

في كلّ قلبٍ ملفّاتٍ وعنوانَا

 

ياأجملَ الحظِّ والآلام في قَدري

مالاذَها القلبُ إلا هامَ أو عانَى

 

نجلاءةٌ في جبالِ الفيفِ تلهبني

وظبيةٌ في عيونِ الشرق تهوانَا

 

احتارَ قلبي وفاقَت نشوتي سَكَراً

أأهبطُ الوادي أم أعلوهُ (طَلاّنَا)

 

مازلتُ أذكرُ في رحلي وفي سفري

يهزّني الشوقُ ياجازانُ جازانَا

 

إن تبكِ في أسَفي عينٌ و نائحةٌ

فأنتِ يبكيكِ وجدٌ غابَ أو بانَا

 

نحنُ الذينَ لذاتِ الله نعبدهُ

لم يعبدِ النّاسُ في جازانَ اوثانَا

 

لم يعهدِ الدهرُ في جازانَ ملحدةً

أو يسألِ الفكرُ كيفَ اللهُ ؟ أيَّانَا

 

ياخيرُ أرض بأرض ٍ لفَّها وطَني

في عهدِ عزٍّ بعز الدينِ سَلمانَا

 

مصلُ الذبيحِ واسماعيلُ نطفتُنا

أصلٌ لقحطانَ أشرافٌ لعدنانَا

 

نعيشُ حدّاً وردّاً نحمِ جبهتَنا

عهدٌ سيبقى وسيفُ الوعدِ إذ آنَا

 

يكفيني فخراً بأنِّي الحُسنُ في وَطني

أنا الجَميلةُ لا أحتاجُ إعلانَا

……………………….

أبو حليم ……

* العنكب الحمراء :

تسمى عندنا (جدة المطر)

تملأ حقولنا لحظات المطر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى