مقالات مجد الوطن

(الإبداع بين الرتابة والخيال)

 

بقلم:عنبر المطيري

 

نستدرك هنا مكامن التحولات التي تقابلنا كطبيعة إنسانية عندما نجري خلف بريقها فيترتب على ذلك أن يخطفنا ضوؤها لتستقرَّ وتدوم في محيط الشخص ، بشكل متحدٍ مما تجعله يعيش روتيناً واحداً لاتغيره تقلُّبات الحياة مما يعود عليه بالعيش في دائرة الخوف والثبات بشكلٍ مستمر .

فالرتابة تسير في خط مستقيم ولا تقبل الاعوجاج .

حيث إنَّ طبيعتنا البشرية تساير هذا المسار بالتعايش والذي لايخالطه انفعال الاستفهام أو الشعور العابر لأي حدث عجيب قد يربكه أو يخرجه من محيط الراحة الذي طال فيه مكوثه .

فقد تخلقُ هذه الرتابة في الإنسان إيهاماً يحتضن التخيل والخيال والذي منه يولد الإبداع بميلاد جديد يضفي لوناً مرئياً يحدد فيه صريح التعبير ،مرتدياً ذلك من الواقع الذي تناوله بالروتين اليومي منذ صباحه الباكر حتى سُبات أجفانه .

ومن هنا ندرك أن الجمال والمعرفة أساسٌ للفن الذي ينحته الفنان من الواقع تصحبه مشاعره الحساسة لتظهر متقدةً على صفيح مغاير .

فالروائي يتفنن في تصوير الرواية ليشاركه القارئ منغمساً بشعوره في تفاصيل البطولة وأحداث السيناريو وشخصياته المتفاعلة مع الإثراء اللغوي النابع من ريشة المبدع.

تلك الريشة التي حركت التفاصيل والتحديات والتي أبرزت الرواية بتصوير آخاذ تنتثر كائناتها على أرصفة الحدث ممتدةً من الرتابة والتي حركها بخياله وإيهامه إلى جريان باسق ، ليصفق من خلف السطر جمهوره القارئ .

فمن خلال قراءتنا نجد أن المواضيع متكررةً على مائدة الأدب،وهي كثيرة، ولكن تختلف من كاتب إلى آخر ،

فبعضنا يرصفها من الواقع بدون لمسة الإبداع ،أما بعضنا الآخر والذي صقلته التجارب وأعاد كتابة نصه كنتاج جديد بروحٍ يلامسها الإبداع الذي تتآلف سطور كلماته لكي تحظى بالتفرد والاستقلالية

هنا يمارس الكاتب لعبته التي تسامتْ في فكره منذ عنفوانه وعبر مراحل عمره وتجاربه التي تداعبه مرة وتركله مرة

في مرامي الحياة، وتسطِّر منه عمقاً فكرياً ينسجم بين واقعه وخياله حتى يصبح أديباً يقود زمام إبداعه ببصمة تثري نصوصه بروح المفاجآت والتي تبزغ من ثناياها دهشةٌ جماعية، وينجح في إعادة شهية القراءة للقراء بهذا الاستمتاع والدلال للفكر العربي الذي يهوى الذهول والتفرد بجانب المعرفة والجمال .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى