أخبار الصحة

إلتهاب الجيوب الأنفية

 

حديث المدينة وأهم موضوع يشغل الرأي العام ألا وهو التهاب الجيوب الأنفية ..

المرض المزعج الذي تسبب في وجع راس وقلة نوم الملايين في كل أنحاء العالم ..

عمر شيخ – مكة المكرمة .

نتكلم معاكم عن حديث المدينة وأهم موضوع يشغل الرأي العام ألا وهو التهاب الجيوب الأنفية .. ذلك المرض المزعج الذي تسبب في وجع راس وقلة نوم الملايين في كل أنحاء العالم ..

ما هي الجيوب الأنفية؟
الجيوب الأنفية ليست هي الأنف .. الجيوب الأنفية عبارة عن فرغات وتجويفات داخل عظام الجمجمة تحتوي على الهواء ، ومبطنة بغشاء مخاطي مثل الغشاء المبطن للأنف .. تتصل الجيوب الأنفية بتجويف الأنف عن طريق فتحات صغيرة تسمح بمرور الهواء بينهم ، كما تسمح بتصريف الإفرازات المخاطية الطبيعية من الجيب الأنفي لتجويف الأنف ..
يوجد لدينا – ( ٧ ) – جيوب أنفية .. إثنان فوق العينين ،
و إثنان بين العينين ، و إثنان تحت العينين ، و واحد في قاع الجمجمة ..

وجود الهواء داخل الجيب الأنفي ضروري جداً لسلامته ولأداء وظيفته على الوجه الأمثل .. انسداد فتحة الجيب الأنفي المتصلة بتجويف الأنف تؤدي لمنع تهوية الجيب الأنفي وبالتالي لالتهابه ..

إلتهاب الجيوب الأنفية:
يوجد لدينا نوعان من الالتهاب ، التهاب حاد والتهاب مزمن:
– الالتهاب الحاد ينتج بسبب انتقال عدوى ميكروبية من الأنف للجيب الأنفي عن طريق الفتحة الموجودة بينهما ، مما يؤدي لالتهاب وتورم الغشاء المخاطي المبطن للجيب الأنفي .. وعادة يكون مرتبطاً بنزلات البرد ..
– الالتهاب المزمن ينتج بسبب انسداد طويل الأمد لفتحة الجيب الأنفي المتصلة بتجويف الأنف مما يؤدي لمنع تهوية الجيب الأنفي وبالتالي يصاب الغشاء المخاطي المبطن للجيب الأنفي بضرر وتتجمع إفرازاته المخاطية داخل الجيب الأنفي مما يسبب ضغطاً على جدرانه يتسبب في ظهور الأعراض ..

العوامل المساعدة على حدوث الالتهاب المزمن:
– ميل الحاجز الأنفي.
– مشاكل الأسنان.
– تكرار الإصابة بنزلات البرد.
– ضعف المناعة.
– حساسية الأنف.
– التلوث البيئي.
– التدخين.

الأعراض :
– صداع.
– ألم في الوجه.
– إفرازات سميكة في الأنف.
– إفرازات خلفية من الأنف على الحلق.
– انسداد في الأنف.
– ارتفاع بسيط في درجة الحرارة.

التشخيص :
– تشخيص الالتهاب الحاد يكون بالكشف الإكلينيكي باستخدام منظار الأنف الضوئي ، وغالباً لا يحتاج الطبيب لأية فحوصات أخرى ..

– تشخيص الالتهاب المزمن يكون بالكشف الإكلينيكي باستخدام منظار الأنف الضوئي ، بالإضافة للأشعة المقطعية على الجيوب الأنفية لتوضيح الالتهاب وإظهار أي مشكلة أخرى داخل الأنف مثل حساسية الأنف أو ميل في الحاجز الأنفي أو وجود لحميات ..

المضاعفات لو لم يتم العلاج:
– التهابات الأذن.
– التهاب الحلق.
– كحة والتهابات في الصدر نتيجة الإفرازات الخلفية.
– رائحة الفم الكريهة.
– دخول الصديد والالتهاب لداخل تجويف العين.
– تورم حول العين.
– دخول الصديد والالتهاب للمنطقة حول المخ.
– الإرهاق وآلام العظام.
– تيبس الرقبة.

العلاج:
– الالتهاب الحاد للجيوب الأنفية يتم علاجه بالأدوية حسب نوع الالتهاب ، علاج للسبب وعلاج للأعراض ..

الالتهاب المزمن للجيوب الأنفية يتم علاجه بمحاولة إعادة فتح فتحات الجيوب الأنفية بالأدوية ، وإذا فشلت الأدوية يمكن إعادة فتحها و تهويتها
و إزالة ما بها من إفرازات متراكمة بعملية بسيطة بمنظار الأنف الضوئي ، مع توسيع فتحة الجيب الأنفي لضمان عدم انسدادها مرة أخرى ..

ملاحظات هامة :

إلتهاب الجيوب الأنفية مرض مختلف تماماً عن مرض حساسية الأنف سواء في سببه أو في أعراضه أو في فحوصاته أو في علاجه .. والخلط بين المرضين هو سبب فشل العلاج الذي يؤدي إلى يأس بعض المرضى من العلاج ..

الكلام الشائع عن أمراض الأنف أنها أمراض بلا علاج ولا يُشفى منها المريض أبداً هي معلومات مغلوطة .. فكل أمراض الأنف على اختلافها لها علاج نهائي إذا كان التشخيص سليماً ، فالتشخيص السليم هو أول خطوة للعلاج الصحيح .. وخطأ التشخيص يبدأ عندما يذكر المريض تلك الجملة الشهيرة الخاطئة (أنا أصلاً مريض جيوب أنفية) ، وهو يقصد أي أعراض عنده في الأنف سواء كانت نتيجة إلتهاب في الجيوب الأنفية فعلاً أو كانت نتيجة حساسية في الأنف أو كانت نتيجة ميل في الحاجز الأنفي
أو لحمية مثلاً ..

فكل مرض وكل تشخيص علاجه يختلف تماماً عن الآخر ، وإعطاء علاج مرض منهم لمريض بمرض آخر يضر المريض مما يصعب و يؤخر أمر علاجه ..

يتكرر هذا السؤال على مواقع التواصل الاجتماعي ( إيه أفضل قطرة أو بخاخ للجيوب الأنفية؟ ) أو ( تنصحوني بإيه لعلاج صداع الجيوب الأنفية؟) أو ( إيه أفضل دواء لانسداد الأنف؟) .. و نرى إجابات كثيرة محزنة ، و كثير من الردود تصف أدوية عكس بعضها تماماً .. هذه الردود تأتي من غير متخصصين بناء على تجربة شخصية أو سماعية .. و هذه العلاجات من غير المتخصصين يمكن أن تضر المريض .. أما عن ردي على هذه الأسئلة : لا يوجد شيء إسمه أفضل قطرة أو بخاخ لانسداد الأنف ، لأن كل سبب من أسباب الانسداد علاجه يختلف و أدويته تختلف عن غيره ، و أيضاً أسباب الصداع تختلف علاجاتها ، و كل نوع من أنواع البخاخات
و القطرات له إستخدام محدد جداً ، و هكذا ..

هل عمليات الأنف فاشلة وترجع مرة أخرى؟
بالطبع لا .. فعمليات الجيوب الأنفية من أنجح العمليات وأكثرها فعالية وتأثيراً على المريض الذي تتغير حياته بعدها بشكل كامل … بشروط :

أن يتم إجراء الجراحة لمريض يحتاجها فعلاً .. فلو تم إجراء جراحة لمريض حساسية أنف فقط فلن يتحسن بعد العملية لأن مرض الحساسية يعالج بالأدوية وليس بالعمليات ..

أن يقوم بإجراء الجراحة طبيب ماهر متخصص في هذا النوع من العمليات ويجيد استخدام مناظير الأنف ببراعة ، وفي مستشفى مجهزة لهذا النوع من العمليات ..

أن يلتزم المريض بعد الجراحة بتعليمات الطبيب وأدويته ..

جملة نسمعها كثيراً ( أنا أحتاج لإجراء عملية لإزالة التهاب الجيوب الأنفية لكني أخاف من وقت نزع الفتيل ) ..

أحب أن أطمئن المرضى أن ذلك كان في الماضي .. أما الآن مع التطور الطبي فكثير من الأطباء يستخدم حشواً صغيراً للأنف اسمه – ( merocel ) – لا يؤلم المريض بل يمكن للمريض أن يزيله بنفسه .. وحتى في عدم وجوده فيستعاض عنه بحشو صغير شبيه به ..

و في النهاية أكرر .. التشخيص السليم هو أول خطوة للعلاج الصحيح ..

أوضح ذلك الأستاذ الدكتور / حاتم بدران – ( أستاذ جراحة الأنف و الأذن و الحنجرة بطب القاهرة ) .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى