أدبيات الصحيفة

جن الخريف

جن الخريف فتصاعد
‏‎ العزف الشجي
‏‎وتساقطت أوراق
عمري ‏‎من برونزية الأغصان،
‏‎فتناثرت أفيائي
‏‎ الصفراء
‏‎حول الباب
‏‎تغريني
‏‎بدفء الهمس.

جن الخريف وراح
‏‎يزجرني على المرآة،
‏‎يقاسمني تفاصيلي ، يسابقني إلى حضن الظلال في تخوم الفي ،
‏‎أمَّا عطري الفواح
راح ‏‎يمرع ‏‎بعض أيام اليباب ، ‏‎والروح
‏‎تستلهم ذكريات العرس.

‏‎جن الخريف
‏‎وراح يعصر ماتبقى
‏‎من رحيق الشوق في كأسٍ أخير،
‏‎يغسل شعري الهفهاف
‏‎يلعق لوني الخمري
‏‎ يسبقني
‏‎إلى تيك الضفاف.

‏‎جن الخريف
‏‎يهَشِّم المرآة مغتاظاً
‏‎يشعل صفرة الجاديِّ
‏‎في الوجه الرطيب حتى
إذا ‏‎مالت غصون
الوقت ‏‎يرمقني بألحاظٍ خفاف
ذاك ‏‎الساحر الفتَّان أعياه الجفاف في حين
‏‎قام الليل
‏‎كل الليل
يحكي لي
‏‎حكاياتٍ طواها
‏‎اليبس ، يعانقني
‏‎يهامسني
‏‎بذكرى الأمس.

‏‎جن الخريف
‏‎وغلَّّق الأبوابَ
‏‎يستبقُ المساء
‏‎وراح يرقص
في نواحِ
‏‎الروح في
معزوفةٍ بيضاء
‏‎كانت آخر الأنغام يعزفها على بابي
وشباكي هي من
‏‎رقصة الغرباء
ياللنحس !!

بدور سعيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى