محمد الرياني
… وكأنك قد وجدتَ أخاك ليساعدَك وليس مسؤولًا يجلسُ خلفَ مكتبِ الإداري المسؤول، في الصحةِ يختلفُ الوضعُ تمامًا، المريضُ أولًا، وتتضاءلُ كلُّ الأمورِ أمامَ الحالاتِ التي تحتاجُ مجرَّدَ وقفة، هكذا بدا محمد عقدي؛ تقفُ أمامَ أناقةِ موظفٍ تكفي منه ابتسامة، ثم يأتي العلاجُ مثلَ بلسمٍ همى مع الابتسامةِ ليصنعَ الحياة، محمد عقدي يمثِّلُ الابتسامةَ والأناقةَ والشعورَ بالمسؤوليةِ عندما يخرجُ من مكتبه من أجلِ أن يساعدَ محتاجًا في عيادة، هذا الشعورُ الأخويُّ يسطِّرُ كلَّ معاني الوفاء ، في مرافقنا الصحيةِ نحن أحوجُ بمَن يزرعُ السرورَ والبهجةَ لا من ينغصها ويجعلها قاتمة، اليومَ بمثلِ هذه الصورةِ المشرقةِ استقبلني محمد عقدي مساعد مدير مستشفى أبو عريش العام استقبالَ الأخِ لأخيه وليسَ استقبالَ مراجعٍ جاء ينْشدُ حلَّا ، وفي اعتقادي أنَّ الفلسفةَ الإداريةَ التي تنطلقُ من مبدأِ العملِ بالحبِّ هي مِن أروعِ وأرقى أنواعِ الإدارةِ في مكانٍ يغلِبُ عليه اللباسُ الأبيضُ فوقَ قلوبَ نقيةٍ تريدُ أن تصنعَ شيئًا جميلًا، هذا الإداري مثالٌ وأنموذجٌ للذين نريدُ أن نرى ابتساماتِهم وأفعالَهم جداولَ تنسابُ لتملأَ ممراتِ الصحةِ صحةً وعافية.