عسير – محمد آل غواء
أكد المركز الوطني أن هجرة الطيور من أهم مؤشرات صحة البيئة وتنوعها الأحيائي، كما أنها إحدى أكثر الظواهر البيئية تأثيرًا على الكوكب، حيث يقطع نحو 50 مليار طائر آلاف الكيلومترات في مسارات هجرة محددة بحثًا عن الغذاء والتكاثر، والأماكن الدافئة، أو بحثًا عن أماكن أكثر أمنًا لأعشاشها، كما أن الهجرة تحمي الطيور من انتشار الأمراض والطفيليات.
وأوضح المركز بمناسبة اليوم العالمي للطيور المهاجرة أن مسارات الهجرة تقسم إلى 4 مسارات رئيسية وهي: مسار يوروآسيا، مسار وسط وجنوب آسيا، مسار شرق آسيا وأستراليا، ومسار الهجرة بين الأمريكيتين.
وبين أن الطيور من أكثر المجموعات الحيوانية انتشارًا فهي موجودة في كل البيئات: من المناطق القطبية إلى الجبال والغابات والصحاري، ويؤثر انتشارها على توزيع مجموعات حيوانية أخرى.
وتقدم الطيور الكثير من الفوائد البيئية أهمها: المحافظة على التوازن البيئي من خلال ضمان سلامة السلاسل الغذائية وتلقيح الأزهار ونقل حبوب اللقاح، كما تساهم في الحد من انتشار الأمراض من خلال تغذي بعضها على الكائنات النافقة، وتحد من التكاثر المفرط للحشرات والقوارض.
ولا يقتصر أثر هجرة الطيور على المكاسب البيئية، بل تقدم عوائد اقتصادية وتسهم في انتعاش السياحة البيئية، حيث تشير التقارير أن القيمة الاقتصادية لذلك تصل إلى 600 مليار سنويًا، أضافة إلى الأثر الثقافي لهذه الظاهرة التي كتبت الكثير من القصص والقصائد والأساطير في وجدان الشعوب التي تمر بها.
ويوافق 14 من مايو الاحتفال باليوم العالمي للطيور المهاجرة، والذي يركز هذا العام على التلوث الضوئي وأثره على هجرة الطيور، حيث تزداد الأضواء الصناعية بنسبة 2% سنويًا، الأمر الذي يزيد من ارتباك الطيور وفقدان مساراتها واصطدامها بالمباني والأبراج أثناء تحليقها الليلي الأمر الذي يستدعي اتخاذ إجراءات تجعل مساراتها أكثر أمنًا.
وإضافة للتلوث الضوئي تواجه الطيور في هجرتها العديد من الأخطار مثل الصيد الجائر، والتعرض للصعق بخطوط الكهرباء والتلوث والتسمم وفقدان الموائل الطبيعية وتدهور الغطاء النباتي وانحسار الغابات.
ويمر في شمال المملكة أحد أهم مسارات الهجرة، حيث يعبر سماءها أكثر من 300 نوع من الطيور في أوقات ومواسم مختلفة، بعض الطيور تستقر للراحة والتزود بالغذاء، أو من أجل قضاء موسم التزاوج والتكاثر.
ونظرًا لأهمية هذه الكائنات فإن المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية وضع قوانين صارمة لحمايتها من الصيد الجائر، كما يعمل على حمايتها من التعرض للصعق الكهربائي وغير ذلك من الأخطار.