أخبار عربية وعالمية

جهود كشفية على كافة المستويات من أجل كوكب الأرض

بمناسبة اليوم العالمي للبيئة

تقرير : مبارك الدوسري
يحتفي العالم في مثل هذا اليوم الخامس من يونية حزيران من كل عامً، بيوم البيئة العالمي، والذي أقر منذ عام 1974 بإشراك الحكومات وأصحاب الأعمال التجارية والمواطنين لمعالجة القضايا البيئية الملحة، وسيتم الاحتفال بيوم البيئة العالمي للعام الحالي 2022 تحت شعار “لا نملك سوى أرض واحدة”، بالدعوة إلى تغييرات تحويلية في السياسات والاختيارات لتمكين العيش في وئام مع الطبيعة بصورة أنظف وأكثر مراعاة للبيئة وأكثر استدامة، حيث لا نملك سوى هذا الكوكب فهو موطننا الوحيد، وعلينا حماية موارده المحدودة، ومن بين الجهات المعنية بالبيئة والاهتمام بها الكشافة على كافة المستويات، والذي يأتي انطلاقا من رسالتها التربوية تجاه النشء، ودورها المجتمعي باعتباره حدثاً عالمياً، يهدف إلى مناقشة جميع القضايا والمستجدات التي تطرأ على النظم البيئية والتنوع الحيوي، ووضع الحلول المناسبة للمحافظة المستدامة عليها، وللتأكيد على ضرورة وأهمية العمل الدولي الجماعي وعلى المستويات كافة.
وقد أولت الكشافة البيئة الكثير من اهتمامها وأطقت الكثير من المبادرات من أجلها ومن أهمها:
برنامج البيئة الكشفي العالمي:
وهو عبارة عن مجموعة من الأدوات والموارد والمبادرات لدعم تطوير التربية البيئية في الكشافة في جميع أنحاء العالم، ويستند على مجموعة من المبادئ والأهداف البيئية التي توفر الأساس للتربية البيئية في الكشافة، ويشمل برنامج البيئة الكشفي العالمي مبادئ وأهداف التربية البيئية في الكشافة.، وإطار التربية البيئية في الكشافة وشارة البيئة الكشفية العالمية، من خلال المراكز الكشفية للتميز الطبيعي والبيئي. وهذه المراكز الكشفية هي تلك المراكز التي توفر الأماكن الطبيعية، وتقدم برامج للتربية البيئية وتظهر الممارسات المميزة للإدارة البيئية، وعنصر البيئة في وسام كشافي العالم، والشراكات التي تدعم وتعزز العمل في مجال البيئة، ويستهدف برنامج البيئة الكشفي العالمي الكشافين في جميع الأعمار.
“قبيلة الأرض “… أحدث المبادرات الكشفية في مجال البيئة
تُعد مبادرة “قبيلة الأرض” إحدى أحدث المبادرات التي أطلقتها المنظمة الكشفية العالمية ذات الاهتمام بالجانب البيئي، لمواجهة التهديدات العظمى والظروف المناخية غير المستقرة، وكثرة الكوارث الطبيعية ، وتزايد العادات الاستهلاكية، وتقوم تلك المبادرة على توحيد الشباب في مجتمع ذو بعد عالمي ليصبحوا أبطالا لحماية كوكب الأرض والمحافظة عليه، إذ تتمحور المبادرة حول مجالات التنمية البيئية والاستدامة وتوجه حول أربع مسارات تعليمية هي الاختيار الأفضل، الطبيعة والتنوع البيولوجي، الطاقة النظيفة والكوكب الصحي، وتعتبر قبيلة الأرض مجتمع عالمي من الفتية والشباب المتحمسون للبيئة والذين يشاركون بفعالية كمواطنين عالميين للحفاظ على كوكبنا وحمايته، ولهذا فقبيلة الأرض تأخذهم في رحلة تعليمية تهدف إلى تنمية الوعي والكفاءات والمهارات القيادية اللازمة لدى هؤلاء الفتية والشباب من أجل إحداث تغيير بيئي في مجتمعاتهم، وبالتالي ومن خلال سلسلة من التحديات المثيرة في قبيلة الأرض سيتعلم الفتية والشباب كيفية التواصل مع الطبيعة وكيف يصبحون أبطالا للإستدامة وكيف ينخرطون في إجراءات من أجل البيئة.

برامج ومبادرات كشفية عالمية لخدمة البيئة
يبذل الكشافون قصارى جهدهم لإحداث الفرق من أجل عالم أفضل، من أجل البيئة ويتضح ذلك جلياً في عملهم لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، كما أنهم في مرحلة الكشاف المتقدم والجوالة (الذين تتراوح أعمارهم بين 15-26 عامـًا) ومن خلال وسام كشافي العالم الذي جاءت البيئة أحد موضوعاته الثلاثة يعملون على تطوير المجتمع عن طريق جعلهم أكثر وعياً ودراية بالقضايا العالمية التي تهم العالم اليوم ومنها الشأن البيئي ، وتضمن برنامج رسل السلام مجال البيئة كأحد أهم مجالاته ، والذي أظهر الكشافون خلال العشر سنوات الماضية من هذا البرنامج حضوراً قوياً وفاعلاً في خدمة البيئة.
الإعلام البيئي
الإعلام البيئي هو أحد تخصصات الصحافة والإعلام، والذي بدأ ظهوره بعد مؤتمر البيئة في ستوكهولم عام 1972م. ويختص بالقضايا والموضوعات ذات الصلة بالطبيعة والبيئة وانعكاس حالتيهما على مجمل حياة البشر: الصحية، والاقتصادية، والعلمية، والسياحية، والثقافية، والتراثية وغيرها. وهو أيضاً حلقة وصل بين العلوم المتعلقة بالبيئة والجمهور، ويهدف إلى تشكيل رأي عام للمجتمع في هذا الاتجاه، وإلى تنمية الوعي والمسؤولية البيئية لدى الجمهور والمسؤولين وتوجيه سلوكهم وأنشطتهم للوصول إلى حال من الوعي الكامل بالقضايا البيئية، مما يؤدي إلى تغيير في نمط حياة المجتمع وسلوكياته الضارة بالبيئة والطبيعة، ومن ثم التعامل بتلقائية وعفوية وإحساس معهما، وتزداد حاجة المجتمعات بشكل عام، والتنمية بشكل خاص، إلى الإعلام البيئي ومنهم الكشافة يوماً بعد يوم، وهذه الحاجة ملحة ومستمرة ومتجددة، وتزداد إلحاحاً عند ظهور مشكلة بيئية مثل التلوث وانتشار الأوبئة والآفات الزراعية وانسكابات الزيت في البحار، فحضور الإعلام البيئي ، يتجاوز إثارة الموضوعات المتعلقة بأكوام النفايات ومجاري الصرف الصحي والبناء العشوائي، إلى مجالات الحياة كلها. فهو معني بكل الأحداث المعاصرة التي تتمثل في التلوث بكل أشكاله، في البراري والبحار والأنهار والغابات، كما أن له دوراً بارزاً في تنشيط السياحة البيئية والترويج لها محلياً وعالمياً، ولكي يؤدي الإعلامي البيئي دوره، عليه أن يكون مؤهلاً وواعياً ليدرك عمق الحدث أو المشكلة البيئية التي يتعامل معها، لذا يجدر به أن يتحلى بثقافة بيئية وعلمية وتراثية وتاريخية واسعة، ليكون عمله مؤثراً ودوره فاعلاً وليس مجرد ناقل للأخبار.
مبادرات كشفية سعودية:
نفذت وصممت جمعية الكشافة العربية السعودية الكثير من البرامج والمبادرات والفعاليات الخاصة بالعناية بالبيئة ومن أهمها المشروع الكشفي لنظافة البيئة وحمايتها، والذي اطلقته الجمعية عام 1430هـ ، واستمر حتى اليوم حرصت من خلاله الجمعية وبمشاركة مختلف قطاعاتها، من أن تجعل المحافظة على البيئة سمة مميزة للمجتمع، وسجل المشروع حضوراً لافتاً في البرنامج الكشفي العالمي رسل السلام كون البيئة أحد أهم مجالاته، كما اختير ضمن المشاريع الكشفية العالمية المميزة في المؤتمر الكشفي العالمي الذي عقد في البرازيل، وشهد في الفترة الأخيرة تطوراً في كثيراً من برامجه وفعالياته بما ينسجم مع رؤية المملكة 2030 ، التي وضعت البيئة والتنمية المستدامة أحد أهدفها الرئيسة, حيث نصت في مضامينها على الحفاظ على البيئة والمقدرات الطبيعية من منطلق تعاليم ديننا الإسلامي.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى