بقلم الأستاذ/ناصر آل جارالله
الحديث عن التقوى من أهم المواضيع التي تهم المسلم في حياته الدنيا والآخرة
فالتقوى هي صمام الأمان عند تقلبات الزمان قال تعالى
﴿ أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾
[ التوبة: 109]
وقال عمربن عبدالعزبز رحمه الله ليست تقوى الله بصيام النهار ولابقيام الليل والتخليط فيما ببن ذلك ولكن تقوى الله ترك ماحرم الله واداء ما افترض الله
تقوى الله هي الحارس على الضمائر وهي صمام الأمان من تقلبات الزمان
ومن منافع التقوى قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله:
اعلم أن الزمان لا يثبت على حال؛ كما قال عز وجل: ﴿ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ﴾ [آل عمران: 140]، فتارة فقر، وتارة غنى، وتارة عز، وتارة ذل، وتارة يفرح الموالي، وتارة يشمت الأعادي، فالسيد من لازم أصلًا واحدًا كل حال، وهو تقوى الله عز وجل، فإنه إن استغنى زانته، وإن افتقر فتحت له أبواب الصبر، وإن عوفي تمت النعمة له، وإن ابتُلي جَمَّلته، ولا يضره إن نزل به الزمان أو صعِد، أو أعراه، أو أشبعه، أو أجاعه؛ لأن جميع تلك الأشياء تزول وتتغير، والتقوى أصل السلامة حارس لا ينام، يأخذ باليد عند العثرة، فلازِم التقوى في كل حال فإنك لا ترى في الضيق إلا السَّعة، وفي المرض إلا العافية، هذا نقدها العاجل، والآجل معلوم.
كتب عمر بن عبدالعزيز إلى بعض عمَّاله:
ققال أما بعد، فإني أوصيك بتقوى الله، ولزوم طاعته، فإن بتقوى الله نجا أولياء الله من سخطه، وبها تحقق لهم ولايته، وبها رافقوا أنبياءهم، وبها نضرت وجوههم، وبها نظروا إلى خالقهم، وهي عصمة في الدنيا من الفتن، والمخرج من كرب يوم القيامة؛
جعلنا الله وإياكم من عباده المتقين
هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين