كل يوم حكايات ومتع من الجمال البريئ مع طلاب وطالبات الطفولة المبكرة ، لا استطعم سعادة يومي إلا بهم ، اتحاور معهم و افض نزاعاتهم ، في يوم مضى دخلت حصة احتياط للبنين من الصف الثالث الإبتدائي فأخذتهم إلى الساحة الخارجية وقسمتهم إلى فريقين وحددنا المرمى لكل فريق وبدأنا نلعب بالكرة وكنت بكل سنيني اجري معهم ممثلة لدور الحكم وانا ممتلئة بهم وممتنة لهم بصناعة الضحكات في يومي ، شعرت وكأنهم ضيوفي الذين وجب علي اكرامهم بكل الكلمات التي تملؤهم ثقة وحبا وسلاما ، خمسة وأربعون دقيقة من الجري في كل الإتجاهات الفرعية والاصلية كانت كفيلة بمنحي السعادة طوال اليوم وانتهت حصة الرياضة وهم متذمرون لايريدون لها أن تنتهي ، عالم من البراءة يتخاصمون ويتعاركون وسرعان مايعودون للتحدث مع بعضهم بكل براءة ،
أطفال وطفلات الطفولة المبكرة عندما تقترب منهم تجد مايملؤك سعادة وما يملؤك استياء فمنهم المسالم الهادئ ومنهم الضعيف الذي يتجرأ عليه الرفاق و القوي الذي يخشاه باقي الرفاق ومنهم الذي لايبالي بضرباته وركلاته أثناء لعبه من تصيب وعن من تخيب ومنهم من يسترسل في البكاء بصمت إن تعرض لإعتداء من احد رفاقه ، ومنهم من يتعتع ويتأته بكلماته ليكون مثارا لسخرية زملائه !!! ومنهم من لايدرك معنى لوجوده بالمدرسه ممن يعانون من فرط الحركة او طيف التوحد وغيرها ومنهم من تتحدث اليه وهو لايدرك اصلا ولايعي ماتقول وجميعهم بنين وبنات بكل ماهم عليه صناعة لأسر وكل طفل وطفلة منهم خاضع لقانون الجبر الإلهي فلا احد منهم يختار أسرته او والديه او طريقة تربيته !!! لذا أرى أن تكون كل الايام للطفل وليس يوم واحد نتغنى فيه بالطفولة ونعيد ركلهم في اليوم التالي ، مالمانع من تكثيف البرامج للأسرة حول الطفولة ، فهي مرحلة لاتتعدى التسع سنوات ولكن تبنى عليها الحياة كاملة ويبنى عليها فيما بعد الوطن ، المدارس وحدها لاتبني شخصيات البناء الأساسي للشخصية يكون في المنزل ، المدارس قد تبني اذا ماوجد المعلم المربي الذي يحمل هم الأجيال و ينظر لهم بنظرة مستقبلية ،
اشفق على الأجيال من مستقبل اريد أن أكون مطمئنة عليهم فيه !!! ولا حيلة لي في ذلك سوى بكلمات القيها في لقاءاتي بأمهاتهم أو من خلال مجموعات الواتس اب ، لابد من جهود مكثفة لكيفية التعامل مع الطفولة المبكرة وكيفية رعايتها وتربيتها ،
لابد من توسيع دائرة التوعية بأهمية هذه المرحلة العمرية وخصائصها لتشمل المدن و القرى والهجر والأسر المتعلمة وغير المتعلمة ، مايخص التوعية بالطفولة المبكرة لابد وان يكون بلا استثناءات لأنك قد ترى وتسمع مايشيب له الرأس و يقض مضجعك لتطرح اسئلة ترمي بك في كل الإتجاهات ، كيف نحميهم ونرعاهم ونربيهم وكيف نصنع منهم شخصيات وليس شخوص ..
عائشة احمد سويد
جيزان