بقلم / د : عبدالرحمن بن سعيد آل مزلف
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
!!!!!! تسابق الأعوام!!!!!! من أختيارات الأستاذ معدي حسين على ال حيه بقلم الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن سعيد آل مزلف رجل التربية والتعليم وفقه الله لكل خير يقول فضيلته ربما تحسّر الصالحون على تفلت أيامهم، وبكوا منها بخاصة مالم يودعوه منها عملاًصالحاً، وقُلْ مثل هذا عند الشعراء فقلما تجد شاعراً لم يرثِ نفسه، ويتحسّر على فقد أيامه، هذا أحدهم يقول:
أرى الأعيادَ تتركني وتمضي
وأَوْشَك أنها تبقى وأمضي
علامة ذلك شيبٌ قد علاني
وضعفي عند إبرامي ونَقْضِي
وماكذب الذي قد قال قبلي
إذا مامرّ يومٌ مرّ بعضي
أرى الأيام قد ختمتْ كتابي
وأحسبها سَتُعْقِبُهُ بفضِّي
وقال آخر:
صاحِ شَمِّرْ، ولاتزل ذاكرالموتِ، فَنِسيانُهُ ضلالٌ مبينُ وهمس جبريل عليه السلام لنبينا عليه الصلاة والسلام، فقال: ” يامحمد! عِشْ ماشئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مُفارقه، واعمل ماشئتَ فإنك مَجْزِيّ به، واعلم أنّ شرف المؤمن قيامه بالليل، وعِزّه استغناؤه عن الناس”.
وكان عليه الصلاة والسلام أعظم الخلق خوفاً من ربه، ومحاسبة لنفسه، وهو نبي الله!، ويقول:” مالي وللدنيا… الحديث”.
وكان إمام الزاهدين، بعد نبينا عليه الصلاة والسلام، أبوبكر الصديق رضي الله عنه يقول:” والله لوددتُ أني كنت هذه الشجرة تُؤكل وتُعْضَد”. ودخل رضي الله عنه يوماً حائطاً وإذا بدبسي ( نوع من الحمام) في ظِلّ شجرة، فتنفس الصعداء، ثم قال:” طوبى لك ياطير، تأكل من الشجر، وتستظل بالشجر، وتصير إلى غير حساب، ياليت أبابكرٍ مثلك!”.
وقال أنسٌ رضي الله عنه عن الفاروق رضي الله عنه:”رأيت بين كتفي عمر أربع رقاعٍ في قميصه”. وقال عبد الله بن عيسى: ” كان في وجه عمربن الخطاب خطان أسودان من البكاء”.وقال الحسن: ” كان عمر يمربالآية من وِرْده فيسقط حتى يُعاد منها أياماً”.وقال أنس:” دخلتُ حائطاًفسمعت عمر يقول، وبيني وبينه جدار، عمر أمير المؤمنين!! بَخٍ، والله لتتقين الله ابن الخطاب، أو ليعذبنك الله”.وروى ابن عساكرعن ابن عباس، أن العباس قال: سألت الله حولاًبعدمامات عمرأن يرينيه الله في المنام،فرأيته بعد حول، وهو يسلت العرق عن جبينه، فقلت: بأبي أنت وأمي ياأمير المؤمنين، ما شأنك؟فقال:” هذا أوان فرغت، وإنْ كاد عرش عمر ليُهَدّ لولا أني لقيتُ رؤوفاًرحيما.”
واشترى ذو النورين رضي الله عنه الجنة عن النبي عليه الصلاة والسلام مرتين: حيث حفر بئر رومة، وحيث جهز جيش العسرة.
وكان سيد العرب علي بن أبي طالب رضي اله عنه يقول:”إنّ أخوف ماأخاف اتباع الهوى، وطول الأمل…، ألا وإنّ الدنيا قد ترحلت مدبرة،وإن الأخرة قد ترحلت مقبلة، ولكل واحدةمنها بنون، فكونوا من أبناءالآخرة، ولا تكونوامن أبناء الدنيا، فإن اليو م عمل ولاحساب ، وغداًحستب ولا عمل.”
وإن تتبعت مَنْ بعدهم من التابعين وغيرهم وجدت سواداً عظيماً من أئمة الزاهدين، وعظماء المتقين، الذين تقطعت نياط قلوبهم، وجَلاًمن عظمة ربهم عزوجل، فاستعدوا للقائه بأعمالهم ، ودموعهم.
فأين نضع رحالنا من هؤلاء؟! وكيف نلحق ركبهم؟! اللهم اجمعنا بهم في جنات النعيم، وألحقنا بهم غير خزايا ولامفتونين.
اللهم وفقنا لاغتنام أعمارنا فيما يُلبسنا رضوانك وفيما يدخلنا جنتك.
والحمدلله رب العالمين.