طبيعة الإنسان تجعله يميل بشكل كبير لأن يفهم العالم من حوله
و يجد أسباب لتفسير حدوث كل شيء .
فالإنسان دائمًا ما يكون قادرًا على اتخاذ خيار واحد من بين عدة خيارات .
وبناء على هذا الاختيار فإن كل النتائج التي تلحق به تكون مرتبطة به بشكل مباشر.
البيئة المحيطة بنا تؤثر في حياتنا كل يوم، فأن تتلقى التشجيع في بداية يومك يمكن بشكل كبير أن يتسبب في أن يجعل يومك أفضل وأكثر إنتاجية .
مثال :
تشجيع والدة أينشتاين له في سن صغيرة بدلًا من إقناعه بالغباء والفشل هو ما جعله أينشتاين الذي يعرفه الجميع اليوم .
إن ما فعله الإنسان في الماضي هو الذي وضع حجر الأساس وحدد لنا كيف نعيش اليوم .
فإذا لم ينجح توماس أديسون في اختراع المصباح واستسلم لما كنا عرفنا شيئًا عن الكهرباء .
وكذلك الشيء نفسه مع الحروب التي يجني الإنسان آثارها حتى اليوم قد تكون بدأت من الأساس بسبب مقتل شخص واحد أو غضبه لتؤدي أخيرًا إلى مقتل الآلاف .
نعم إنها قدرة عظمى تمكن حدثا واحدا من التسبب في كل هذه النتائج الكبرى.
لذلك قدرة الإنسان وعقله -إذا تم توجيههم بشكل إيجابي- قادران على إحداث تغيير مؤثر على العالم كله، فمجهود فرد واحد قد يغير العالم .
بل إن الأعظم من ذلك أن ما نفعله اليوم في عالمنا من أعمال وإنجازات أو حروب وتدمير يتحكم بشكل كبير في مستقبل أجيال القادمة التي لم تُخلق بعد .
و نفس الشيء لو استغل الإنسان ثلاثين دقيقة من يومه في تعلم أي شيء، فإن استمراريته على هذا التغيير لمدة سنة أو أقل قادرة على أن تحدث تغييرًا شاملاً في حياته، لأن التكرار مهما كان بسيطًا يستطيع بشكل ما أن يؤثر على الحاضر والمستقبل.
لقد ابتكر «إدوارد لورينتز» عام 1963 نظرية الفراشة .
و النظرية تقول أن رفرفة جناح فراشة في الصين قد يتسبب عنه فيضانات وأعاصير ورياح هادرة في أبعد الأماكن في أمريكا أو أوروبا أو أفريقيا.
تأثير الفراشة عبارة عن فكرة مفادها أن الأشياء الصغيرة يمكن أن تكون ذات تأثيرات متفاوتة على نظام معقد.
يُتصور المفهوم عبر فراشة ترفرف جناحيها متسببة في إعصار.
بطبيعة الحال، لا يمكن أن يؤدي فعل واحد مثل رفرفة جناحي الفراشة إلى حدوث إعصار ، ومع ذلك، يمكن أن تكون الأحداث الصغيرة بمنزلة محفزات تعمل بناء على الظروف الأولية
و التكرار للعمل الإيجابي مهما كان بسيطًا يستطيع بشكل ما أن يؤثر على الحاضر والمستقبل.
علينا التذكير بأهمية دور كل إنسان مهما كان بسيطاً في خلق قيمة كبيرة لمجتمعه .
الإنجازات العظيمة غالباً ما تكون نتيجة للعديد من التفاصيل الصغيرة والتي بضمها لبعض البعض يخرج ذلك الأثر الكبير .
لذلك من المهم أن نعلم أنّ إجراء تحسين طفيف في جوانب متعددة من الحياة سيؤدي لا محالة بمرور الزمن لنتائج كبيرة وهي الفلسفة السحرية للنجاح التي اختصرتها المقولة : «قليل دائم خير من كثير منقطع » !
ندى فنري
أديبة / صحفية