مقالات مجد الوطن

الجــــــــــودة في المنــــــظمــــــات الغـــيــــــــر ربــــــــحــــــيـــــة

إعــــــــــداد:
محمد بـــن إبراهيم هتان
الطالب في الدبلوم العالي في الأوقاف

إشـــــراف :
د/ابـــراهـــيم بن علي المحسن

الفصل الدراسي الأول
العام 1445 هـ

مقــــــدمــــــــــــة:
الحمد لله الذي لولاه ما جرى قلم, ولا تكلم لسان, والصلاة والسلام على سيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) كان أفصح الناس لسانا وأوضحهم بيانا, ثم أما بعد:
إنه من دواعي سروري أن أتيحت لي هذه الفرصة العظيمة لأكتب في هذا الموضوع الهام ؛ الذي يشغل بالنا جميعا لما له من أثر كبير في حياة الفرد والمجتمع وهو موضوع ( الجودة )
حظـي مفهـوم الجـودة بجانـب أكبر من الاهتـمام إلى الحد الذي جعـل بعض المفكريـن يطلقون على هـذا العـصر عـصر الجـودة؛ باعتبارهـا أحـد الركائـز الأساسـية لنمـوذج الإدارة الجديـدة الـذي فرض نفسـه مسـايرة للتغيرات العالميـة والإقليمية ولمواجهـة تحديات المنافسـة الحتمية.
نظــراً لتعــدد المفكريــن والمتخصصين والــرواد في مجــال الجــودة؛ ونظــراً لتبايــن واختــلاف مجــالات تطبيــق الجــودة في المنظمات المختلفــة باختــلاف وتعــدد خدماتهــا وأنشــطتها ومنتجاتهــا؛ فقـد تعـددت المفاهيـم والتعريفـات الخاصـة بهـا؛ لـذا فمن الأجـدى للقـارئ أن يتعرف عـلى اتجاهات بعـض تلـك المفاهيـم والتـي من
أهمهـا أن الجـودة هي:
-درجة التميز.
– جعل الشيء كما يجب أن يكون عليه.
– مطابقة الشيء للاحتياجات.
– تقديم مخرجات ذات كفاءة تتفق مع احتياجات السوق.
– الملاءمة للاستعمال – ومقابلة القيمة لما يدفع.
– ذلك المستوى من التميز الذى يمكن قبوله من كل من البائع والمشترى.
– المطابقة لمواصفات متفق عليها بتكلفة مقبولة
– تحقيـق وتجـاوز آمـال (توقعـات) العميـل

كـما تنـاول عـدد مـن المفكريـن والمتخصصين الغربيين مفهـوم الجـودة مـن خـلال رؤى مختلفـة يمكن عـرض بعضهـا في الآتي:
فقـد عرفهـا هيكسـون (1992 Hixon, بأنهـا :
تأديـة العمـل الصحيـح عـلى نحـو صحيـح مـن الوهلـة الأولى مـع الاعتماد عـلى تقويـم المسـتفيد في معرفـة مـدى تحسـن الأداء , وعرفتهـا الجمعيـة الأمريكيـة لضبـط الجودة بأنهـا:
مجموعة من مزايا وخصائـص المنتج أو الخدمة القـادرة على تلبية حاجات المستهلكين.
ويـرى كل مـن كناجي جـي كيـه، آشر إم M, Asher & .K.G,kanji
أن الجـودة هي: الملاءمة للاسـتخدام، في ما يخـص سـواء التوقعـات الخاصـة بالعمـلاء أو المستخدمين للسـلعة أو الخدمـة.
ونظـراً لهـذه الاختلافـات فيجـب عـلى المنظمات أن تضـع أهدافهـا مرتبطـة بتصميـم الجـودة وتكاليـف الحصـول عليهـا، بمعنى أنـه يتعين عـلى المنظمـة أن تضـع تصميـم الجـودة بالشـكل الـذي يجعـل الفـرق الموجـب بـني القيمـة والتكلفـة عنـد حـده الأقـصى.
ويتوقـف التعريـف المناسـب للجـودة عـلى نـوع العمـل الـذي نقـوم بـه، وهـذا يتوقـف عـلى تفهمنـا للجـودة؛ فالجـودة ليسـت مطابقـة المواصفـات فحسـب، فقـد تكـون المواصفـات ناقصـة؛ مما يعنـي قصـوراً في مفهـوم الجـودة. كـما أن الجـودة ليسـت فقـط إشـباع رغبـات العميـل؛ فهـذا قـد يسـاء فهمـه مـن قبـل العميـل أو المنتـج، والجـودة ليسـت مجـرد تحديـد أفضليـة السـلعة أو الخدمـة؛ فالسـلعة والخدمـة الأفضـل قـد تكـون تكلفتهما باهظـة، والعكـس صحيح.

أهمية الجودة في القطاع غير الربحي:
تعد المنظمات غير الربحية جزءًا هامًا من المجتمعات حيث تقدم خدمات ومنتجات تلبي احتياجات المجتمع المحلي. ومن أجل تحقيق هذه الأهداف، يتوجب على هذه المنظمات الاهتمام بجودة الخدمات والمنتجات التي تقدمها.
في الواقع، فإن الجودة هي عنصر أساسي لنجاح المنظمات غير الربحية. فعندما توفر المنظمة خدمات عالية الجودة، فإنها تعزز ثقة العملاء وتحقق لهم الرضا. وبالتالي، يمكن تحقيق زيادة في الإيرادات وتعزيز الموارد المالية للمنظمة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تحسين جودة الخدمات يمكن أن يؤدي إلى زيادة الإنتاجية وتحسين كفاءة العمليات الداخلية للمنظمة. وهذا يساعد على تحسين أداء المنظمة وتحقيق أهدافها بطريقة أكثر فعالية.
علاوة على ذلك، فإن تحسين جودة الخدمات يمكن أن يؤدي إلى تحسين الصورة العامة للمنظمة في المجتمع المحلي والمجتمع الدولي. فعندما تقدم المنظمة خدمات عالية الجودة، فإنها تؤكد على مسؤوليتها الاجتماعية وتساهم في تحسين جودة الحياة للمجتمع المحلي.
وأخيرًا، فإن تحسين جودة الخدمات يمكن أن يساعد على جذب المزيد من الموارد البشرية والمالية للمنظمة. فعندما يعرف المجتمع بأن المنظمة تقدم خدمات عالية الجودة، فإنه يتم تحفيز الأفراد والمنظمات الأخرى للمساهمة في المنظمة بطرق مختلفة، سواء كان ذلك عن طريق التبرعات أو العمل التطوعي.
باختصار، فإن الجودة هي عنصر أساسي لنجاح المنظمات غير الربحية. ومن خلال تحسين جودة الخدمات التي تقدمها المنظمة، يمكن تعزيز الثقة والرضا لدى العملاء، وزيادة الإيرادات وتحسين كفاءة العمليات الداخلية، وتحسين الصورة العامة للمنظمة في المجتمع المحلي والدولي، وجذب المزيد من الموارد البشرية والمالية للمنظمة. لذا، يجب على المنظمات غير الربحية الاهتمام بجودة الخدمات التي تقدمها وتحسينها باستمرار لتحقيق أهدافها بطريقة أكثر فعالية.

والحمدالله رب العالمين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى