قال تعالى :
(رَضِيَ اللَّـهُ عَنهُم وَرَضوا عَنهُ وَأَعَدَّ لَهُم جَنّاتٍ تَجري تَحتَهَا الأَنهارُ خالِدينَ فيها أَبَدًا ذلِكَ الفَوزُ العَظيمُ)،
إن رضا العبد عن الله سبحانه وتعالى بقلبه له أهمية كبيرة .
كيف يكون الرضا عن الله عز وجل ؟
الرضا عن الله تعالى يكون بأمرين :
– الرضا عن أقدار الله .
– والرضا عن شرع الله وحكمه .
الرِضا عن أَقدار الله تعالى المختلفة يتضح في أمور عديدة، منها :
– الرضا بالقضاء والقدر
و هو شرط لتحقق الإيمان به، قال تعالى :
( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).
– الإيمان بأن كل ما يحصل للإنسان من عند الله هو الخير ….
ثبت عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنه قال:
( عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له).
أهمية الرضا بالله :
يستشعر الراضي بالله ربا بطعم الإيمان وحلاوته في قلبه، فيطمئن قلبه وتسكن روحه، وتعمل جوارحه نتيجة لذلك، فيقبل على طاعة مولاه، والقيام بما أمره به،ومتى سكن القلب فقد تفرغ العبد للعبادة مقبلاً على خالقه فرحاً به، فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم ( ذاقَ طَعْمَ الإيمانِ مَن رَضِيَ باللَّهِ رَبًّا، وبالإسْلامِ دِينًا، وبِمُحَمَّدٍ رَسولًا).
ويكون الرضا بالله ربا من خلال الإيمان الجازم بالله سبحانه وتعالى والعلم بأسمائه وصفاته وأفعاله، والإقرار والتسليم بربوبيته وألوهيته، والتوكل عليه حق التوكل ، والخوف منه ورجائه، والصبر على طاعته، والبعد عن معصيته، والشكر على نعمه…
– والرضا بقضائه وقدره ، يعد أصلاً من أصول الرضا به ربا ،ويشمل الإقرار بأن الله هو رب العالمين جميعا الاعتراف بأنه مالك هذا الكون، المتصرف فيه، المدبر لأمره، المنعم على مخلوقاته بما يصلح أحوالهم في كل زمان ومكان.
علينا الاستسلام لأمر الله سبحانه وتعالى… و الرضا عن الله عز وجل له آثاراً عديدة فالراضون عن الله -عزّ وجل- موعودون بالجنة فإن الرضا أساس في علاقة المسلم بربه ودينه ، لأنه من أصعب الأمور التي تواجه المسلم في تعامله مع مصائبه، ومن ذلك قوله -تعالى- في حقّ الصّحابةِ الكِرام :
( رَضِيَ اللَّـهُ عَنهُم وَرَضوا عَنهُ وَأَعَدَّ لَهُم جَنّاتٍ تَجري تَحتَهَا الأَنهارُ خالِدينَ فيها أَبَدًا ذلِكَ الفَوزُ العَظيمُ).
الراضون عن الله عز وجل لا يعترضون على أحكام الله تعالى وقضائه …فإن أعطاه الله سبحانه وتعالى قبل العبد عطيته ، و إن منعه عن شيء صبر و احتسب.
و الرضا يخلص المؤمن من السخط ، والاعتراض ويُبدلهم عن ذلك أمناً ، وسكينة ، وطمأنينة.
و في النهاية الرضا يعد من كمال إسلام الفرد و يؤدي إلى الشعور بالإرتياح .
ندى فنري
أديبة / صحفية