مقالات مجد الوطن

ليلة القدر 

 

✍️إبراهيم بن محمد عواجي

 

رمضان شهر النفحات الربانية والرحمات الإلهية وهو فرصة عظيمة للمسلمين للتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة ومن بين لياليه المباركة هناك ليلة تفوق كل الليالي بل تعد أعظم ليلة في العام كله وهي ليلة القدر.

 

ليلة القدر ليلة عظيمة أنزل الله فيها القرآن الكريم وذكر فضلها في سورة كاملة باسمها حيث قال: “إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ۝ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ۝ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ”.

 

العبادة في هذه الليلة تعادل عبادة أكثر من 83 عاماً وهذا فضل لا يقارن كما جاء في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم : “من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه”.

 

فنجد أنه لم يحدد تاريخ ليلة القدر بدقة لحكمة أرادها الله لكن النبي صلى الله عليه وسلم بين أنها في العشر الأواخر من رمضان وتكون في الليالي الوترية منها (21، 23، 25، 27، 29).

 

ورجح كثير من العلماء أنها في ليلة السابع والعشرين لكن الأفضل أن يجتهد المسلم في العشر الأواخر كلها تحرياً لها.

 

وهناك علامات وردت تدل على ليلة القدر منها:

صفاء الجو واعتداله و طمأنينة القلب وكذلك سكون الرياح

ومنها أيضاً إشراق الشمس صباحها بدون شعاع قوي.

 

هذه العلامات تلاحظ بعد وقوع الليلة لذا فإن الاجتهاد في العبادة طوال العشر الأواخر هو السبيل الأمثل لتحصيل فضلها.

 

فهي ليلة مباركة لا تتكرر إلا مرة واحدة في العام فإن من الحكمة أن نستغلها بالأعمال الصالحة مثل قيام الليل والدعاء والتضرع وتلاوة القرآن والاستغفار والتوبة والصدقة والإحسان والاعتكاف.

 

ليلة القدر هي أفضل ليلة في العام كله وهي فرصة ذهبية لا ينبغي أن نضيعها فالفائز بها يخرج كيوم ولدته أمه بلا ذنوب والخاسر هو من غفل عنها.

 

فلنحرص جميعاً على الاجتهاد في العشر الأواخر سائلين الله أن يبلغنا ليلة القدر ويتقبل منا ومنكم صالح الأعمال ويجعلنا من عتقائه من النار.

 

كما أن ليلة القدر فرصة عظيمة لمحو الذنوب فالله يعتق فيها رقاب العباد من النار ويغفر لمن تاب توبة نصوحاً.

 

ليلة القدر هبة من الله وفرصة عظيمة يجب اغتنامها فهي ليلة تتغير فيها الأقدار ويكتب الله فيها الخير لعباده.

 

وقد ورد في الحديث الشريف عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله وأيقظ أهله”.

 

 

ليلة القدر أعظم ليالي العام فهي ليلة مباركة اختصها الله بالفضل والرحمة وجعلها خيراً من ألف شهر فيها تتنزل الملائكة بالخير والبركات ويستجيب الله الدعوات ويمحو الذنوب لمن أخلص في عبادته ودعائه لذا ينبغي علينا اغتنامها بالقيام والذكر وتلاوة القرآن سائلاً الله القبول والمغفرة فهنيئاً لمن أدركها وأحسن استثمارها وجعلها محطة للتغيير والتقرب من الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى