6 أكتوبر 2019
جده -ساره الشمراني
أصدرت كاسبرسكي تقريرًا قدّم لمحة عامة عن تهديدات أمن الإنترنت والتقنية التي واجهتها المملكة العربية السعودية خلال الأشهر الستة الأولى من العام 2019.
وكشفت منصة Kaspersky Security Network (KSN)، التي تُعدّ البنية التحتية التخصصية المصمّمة لمعالجة المعلومات المتعلقة بالتهديدات وتحويلها إلى رؤىً قابلة للتنفيذ، عن أن المملكة، التي تُعتبر هدفًا بارزًا للهجمات الإلكترونية الخبيثة، شهدت خلال النصف الأول من العام الجاري حوادث إلكترونية تتعلق بالتروجانات المصرفية والبرمجيات الخبيثة وهجمات التصيّد وطلب الفدية والتهديدات العامة الأخرى القادمة عبر الويب.
واستعرضت منصة KSN هجمات إلكترونية وقعت في المملكة بين يناير ويونيو الماضيين، وقارنتها بالفترة نفسها من العام 2018. وبينما ارتفعت التهديدات المسجلة في مجالات عديدة مقارنة بالنصف الأول من العام 2018، انخفضت نسبة بعضها، ما يدلّ على أن الاستثمار الكبير في البنية التحتية الأمنية وارتفاع الوعي، سواء بين الأفراد أو على نطاق الشركات، يقلّل من جاذبية المملكة بوصفها هدفًا للهجمات الإلكترونية. ومع ذلك، فإنّ النظر إلى النصف الأول من العام باعتباره فترة أكثر هدوء من الناحية الأمنية من النصف الثاني في العادة، يحدّ من الإفراط في التفاؤل.
وتمثلت أعلى الأنشطة المسجلة بهجمات التروجانات المصرفية، إذ شهدت البلاد ارتفاعًا بنسبة 43% في هذا النوع من الهجمات، الذي ظلّ أدنى من المعدل الإقليمي البالغ 55.5% في الفترة نفسها. وجاءت هجمات طلب الفدية في المرتبة التالية على قائمة أخطر التهديدات، إذ شهدت زيادة بلغت 35% في المملكة، ولكنها ظلّت أقلّ من معدل النمو الإقليمي البالغ 42.7%.
ووجدت الدراسة، عند مقارنة التهديدات الناشئة عن مصادر الويب المختلفة بالتهديدات المحلية، مثل استخدام أدوات وأجهزة مخترقة والعبث المادي بالأجهزة وما شابه ذلك، أن المملكة سجلت زيادة قدرها 6.3% في هذه التهديدات.
وسجلت المملكة العربية السعودية في النصف الأول من 2019 انخفاضًا بنسبة 29% في هجمات التصيّد، مقارنة بالنصف الأول من 2018، في تطور إيجابي مقارنة بالنمو الذي حدث على مستوى المنطقة وبلغ 20.6%. وينبغي ألا يدفع هذا الانخفاض الشركات إلى التساهل، فقد كان مما يلفت الانتباه أن منصة KSN سجلت زيادة مذهلة بنسبة 334% في حوادث التصيّد التي وقعت في الربع الأول من 2019 مقارنة بالربع الأول من العام الماضي، وذلك في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا. كذلك سجّلت الهجمات بالبرمجيات الخبيثة في المملكة انخفاضًا قدره 19% في حين شهدت الشرق الأوسط نموًا في هذا النوع من الهجمات بلغت نسبته 5.8%.
واعتبر ماهر يموت، باحث أمني أول لدى كاسبرسكي بمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا، أن الشركات والأفراد في المملكة العربية السعودية من بين الأكثر عرضة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لمختلف أشكال التهديدات الإلكترونية، عازيًا ذلك في جزء كبير منه إلى “الصورة النمطية الشائعة في أنحاء العالم عن مجتمع ثري قادر على دفع مبالغ مالية مقابل كل هجوم ناجح”، وقال: “ظلّت كاسبرسكي في طليعة الجهات التي قادت حملة توعية مركزة امتدت لسنوات عديدة وأسفرت الآن عن اتخاذ تدابير أفضل على المستوى المؤسسي، في حين حسّنت قدرة الأفراد على التعرّف على التهديدات الإلكترونية. كذلك وجدت دراستنا المعنونة بـ “اقتصاديات تقنية المعلومات” أن الموازنات الأمنية لدى الشركات العاملة في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا في العام 2019 ارتفعت إلى 24 مليون دولار، مقارنة بنحو 5.6 ملايين دولار فقط في 2018. وقد أدّى اجتماع هذين العاملين معًا إلى التخفيف من تأثير الحوادث مع التقليل من انجذاب الجهات التخريبية إلى المملكة واستعدادها لاستثمار الوقت والجهد في شنّ هجمات عليها”.
يُشار إلى أن منصة KSN تمثّل تصورًا للتعاون العالمي الموجّه ضدّ الهجمات الإلكترونية، وتعتمد على المساهمات الاختيارية من عملاء كاسبرسكي بوصفها مصدرًا رئيسًا للبيانات المتعلقة بالتهديدات. وتساعد المساهمة في تقديم البيانات المجمّعة مع السماح بتحليلها عبر تقنيات كاسبرسكي للذكاء الاصطناعي ومن قِبل خبراء الشركة، على ضمان الحماية من التهديدات الإلكترونية الجديدة المحدقة بالشبكات الأكبر حجمًا. وتساعد منصة KSN شركة كاسبرسكي على الاستجابة السريعة للتهديدات الإلكترونية الناشئة، مع إتاحة أعلى مستويات الحماية الممكنة والمساعدة في تقليل عدد الإنذارات الخطأ.