عمر شيخ – مكة المكرمة – مجد الوطن
قدمت لأداء العمرة من العاصمة البنغلاديشية ” دكا ” قاصدةً بيت الله الحرام و زيارة مسجد رسوله صلى الله عليه وسلم معتمرة تدعى ” مصمت رابية بيقم ” تبلغ من العمر ” 34 ” عاماً أم لأربعة فتيات ” حفصة ، عبرية ، حميدة ، سكينة ” و سوء التنسيق مع المجموعة التي أتت معها أوقعها في حرجٍ كبير مما تسبب في بقائها أربعة أيام بلياليهن دون مأوى أو طعام كافي .
و في السرد حكت ” بيقم ” قصتها و قالت : ” المعتاد أن شركة العمرة تحجز للمعتمرين
و تهيئ لهم إسكانهم في الغرف و الفندقية حسب المتفق عليه مع منظمي الرحلة ، و لكن حين وصلت إلى مكة المكرمة أبلغوني فوجئت أنه هناك خطأ في ترتيبات الحجز للسكن و الاعاشة ، و أنا قد أتيت معي مبلغ قليل من المال رغبة في شراء هدايا لبناتي الأربعة ، و لكن لاضطراري قمت بدفع المبلغ كاملاً ، و بعد أن انتهت المدة حسب المبلغ المدفوع و سافرت الحملة التي جئت معها و بقي على رحلة عودتي أكثر من عشرة ايام فأخرجوني من الفندق لسفر المجموعة التي أتيت معها
و بقيت في الحرم اصلي لمدة :- ” 4 ” أيام دون أي مأوى أو طعام .
و أضافت “بيقم” : أثناء جلوسي باكيةً قرب مكتب شركة الطيران السعودية القريبة من المسجد الحرام رأيت رجل يرتدي ثوباً أبيض و قميص أخضرً يوزع على الناس بعض الهدايا و حين وصل عندي ليعطيني مما لديه رأى أن في وجهي التعب و دموع عيني لم تجف بعد فسألني عن حالي دون أن أفهم ما يقول ثم ذهب
و أتى لي بمترجمٍ يتحدث لغتي فحكيت لهم قصتي كاملةً و ما حل بي دون مأوى يأويني من حرارة الأجواء في النهار أو طعام أتقوى فيه على إكمال صيامي .
فتوجه بي مباشرة إلى مشرف مكتب شركة الطيران السعودية
و طلبوا مني أوراقي الرسمية
و تذكرة العودة التي بقي على موعد الرحلة عشرة أيام ،
و طلبوا من موظف الخطوط إلى البحث عن أقرب رحلة لأعود من خلالها إلى بلدي بنغلاديش ، و جائت سيدة سعودية طيبة تعمل معهم احتضنتني وأخذتني إلى قسم النساء و قاموا برعايتي و العناية بي مما جعلني أتسأل كثيراً ما هذا ولماذا يقومون بخدمتي كل هذه الخدمات دون أي مقابل و هم لا يعرفونني فسألت إحداهن فقالت لي بأنني في المقر النسائي لجمعية هدية الحاج و المعتمر الخيرية
و مهمتهم الرئيسية تقديم خدمات تطوعية مجانية للحجاج و المعتمرين و الزوار ، و حينها شعرت بالراحة و أنا اجلس على كراسي المساج الكهربائية
و ذهبت في نوم عميق .
و عبرت ” بيقم ” أن سعادتها حين رأت أن ملامح عودتها إلى الوطن بدت قريبة حيث وجدو لي رحلة صباح اليوم التالي
و الذي يصادف أول أيام عيد الفطر المبارك و قاموا بدفع قيمة فرق التذكرة مباشرة ، ثم أخذني أحد المسؤولين بالجمعية برفقة أسرته إلى مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة و بقي معي حتى أنهى جميع إجراءات السفر ، فشكرته و حمدت الله ودعوت لهم على كل ما قدمو لي من مساعدات حيث أن السعودية بلد الخير و الكرم الكبير .
و من جانبه أكد مساعد المدير العام للشؤون المالية والإدارية الأستاذ / عبدالرحمن السالمي : –
” أن من أعمال الجمعية التي تفخر بتقديمها إعانة و إغاثة ” ابن السبيل المنقطع ” ضمن مصارف الزكاة الثمانية ، حيث تتاكد من صحة الاحتياج و تقف على أمر المحتاج حتى تنتهي مشكلته تماما و يصل إلى بلده سالماً غانماً موضحاً أن ما تقدمه الجمعية ما هو إلا ترجمة لجهود الدولة رعاها الله حيث يتم في مثل هذه الحالات التنسيق مع الجهات ذات الإختصاص في وزارة الحج والعمرة و شركات الطيران للتأكد من عدم وجود تقصير في الخدمة ، و في حالة المعتمرة البنجلاديشية ” بيقم ” كان فرق التذكرة الذي تم دفعه للخطوط السعودية – ( 164 ) – ريالا فقط مشيدا بتعاون فريق الخطوط مع جمعية هدية الحاج و المعتمر في سعيها لمعالجة وضع المرأة بأقصى سرعة لتلافي بقائها بمفردها فترة أطول ، شاكرا لفريق الجمعية النسائي
و لفريق الترجمة ولمشرف الإستقبال الزميل / عودة الفهمي – و عائلته الكريمة مرافقتهم للمرأة حتى دخولها صالة المغادرة بالمطار و توديعها في الوقت الذي يستعد فيه الجميع للإحتفال بأول أيام العيد السعيد .