عمر شيخ – مكة المكرمة .
أجابت ندوة نادي مكة الثقافي الأدبي التي أقيمت مساء الثلاثاء 23/2/1441هـ ، ضمن فعاليات رواق بكة النسائي ، بمشاركة الدكتور ياسر عمر سندي ، المتخصص في السلوك التنظيمي والمعرفي ، والأستاذة دعاء سامي زهران ، المستشارة الاجتماعية ، وأدارتها المربية الأستاذة فاتن محمد حسين ، و قدّم لها الأستاذ حامد بن عبدالله العباسي .
إضاءة :
بداية قدمت الأستاذة فاتن حسين إضاءة عن (رواق بكة النسائي ) ، ونشاطه منذ انطلاقته ، ثم انضمامه لنادي مكة الثقافي الأدبي ، والمشاركة في مواسم نشاطاته ، شاكرة لسعادة رئيس النادي ، الأستاذ الدكتور / حامد بن صالح الربيعي ، دوره واهتمامه باحتضان النادي للرواق ، ودعم وتشجيع فعالياته بكل الوسائل ..
وأشارت إلى أن نشاط الرواق ، لم يعد مقصوراً على النساء ، وفق (رؤية 2030) الطموحة ، خاصة في الموضوعات التي تشكل قاسماً مشتركاً بين قطبي المجتمع والوطن ، لتكريس الثقافة وتحقيق التنوع الفكري ..
وعن موضوع الندوة أكدت الأستاذة أهمية البحث في مثل هذه القضايا ، التي تسهم في تأليف القلوب ونشر المحبة بين الأزواج والناس ، وفق مبادئ الإسلام ، الذي هو دين الأخلاق والفضل .. ويزداد الموضوع قيمة حين يكون المتحدثان فيه من أهل المعرفة والخبرة والرؤية السديدة ..
الندوة :
بعدها تحدث فارس الندوة الأول الدكتور ياسر سندي ، مشيراً إلى أن (الفضل)، سلوك نبوي عظيم ، وخلق إسلامي كريم .. وهو عنصر إيجابي في حياة الإنسان .. به يرتقي وبه يشعر بالراحة والأمان .. فالسعيد من يعي قيمة الفضل .. والشقي من يغفل جانب الفضل ..
والفضل ، كما يرى الدكتور السندي ، يتجاوز البذل ، وهو ليس عطاء متبادلاً .. بل هو عطاء بدون مقابل ، يتعدى التوقع .. هو استشراف للتوقع بأكثر مما هو متوقع ..
وللفضل دور كبير في مختلف مجالات الحياة .. فهو دينمو الحياة ، وعنصر إيجابي فيها .. ويتجلى في البيت وفي نطاق الأسرة ، حيث يشكل لحمة بين أفراد العائلة ، بدءاً بالأبوين وانتهاء بالأبناء والأحفاد .. والمرأة (الأم) دائماً تفوق الرجل في الفضل .. لأن من طبيعتها البذل والعطاء ، والحنان والاحتواء .. وبقدوة الوالدين يتعلم الأبناء والبنات سلوك الفضل والمعاملة بالفضل ..
وذكّر الدكتور ياسر بحالات الطلاق التي تفشت في المجتمع ، والسبب تلاشي سلوك الفضل .. وديمومة الحياة الزوجية لا تتحقق إلا بعودة خلق الفضل ..
وكذلك الأمر في مجال التعليم ، حيث يجب أن يكون المعلم قدوة في الفضل لطلابه .. وفي المجال الوظيفي ، يجب أن يكون الرئيس قدوة في الفضل لمرؤوسيه .. وبالفضل يستبق الثواب قبل العقاب ..
مشاركة تفاعلية :
وكانت مشاركة الأستاذة دعاء زهران ، مشاركة تفاعلية مع الحاضرين والحاضرات ، لتأكد ما للفضل من قيمة عظيمة .. والفضل في رأيها (الزيادة في العطاء غير المتوقعة للطرف الآخر عن طيب نفس ) ..
كما أكدت على أهمية الفضل في الأسرة ، خاصة وأن المرأة ( الأم ) تشكل قدوة حسنة في الفضل ، يجب أن تلقى الاحترام من الزوج ، ومن جميع أفراد الأسرة .. والفضل مع النساء لا يكون مادياً فحسب ، فربما كلمة طيبة ، واهتمام خاص فاق العطاء ..
ودعت الأستاذة / زهران – إلى جهاد النفس ليكون الإنسان من أهل الفضل ، ويتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، في هذا الخلق القويم .. وأن يكون عطاؤه وبنية صافية لله تعالى ، ولا يحبطه نكران المعروف من بعض الناس، فالله لا يضيع أجر أصحاب الفضل الأوفياء ..
وفي إطار تفاعل الحضور مع الأستاذة / زهران ، رأى بعضهم ضرورة تعليم خلق الفضل في المدارس ، وقدم الأستاذ / حامد العباسي – نموذجاً لنكران الفضل بين الأزواج ، والذي يترجم في كثير من الأحيان إلى الطلاق .. وأشار الأستاذ / ياسر البركاتي – إلى أن الفضل قد يقع في إطار الرفاهية ، لتجاوزه الأساسيات ..
وعرفت الأستاذة / خديجة الشنقيطي – الفضل بأنه :- ( كل ما يتحلى به الإنسان من خلق جميل ) ..
بينما ناقش الدكتور / عبدالعزيز الطلحي – بعض المفاهيم في عنوان الندوة ومضمونها ، ورأى أن الفضل هو الإحسان بلا غاية وهو الزيادة في الشيء وما بقي من معروف ..
وانتهى اللقاء بتكريم المشاركات والمشاركين في الندوة وشكرهم على ما قدموه ..