عمر شيخ – مكة المكرمة .
كان شعر الهايكو مجهولاً لدى الكثيرين من جمهور نادي مكة الثقافي الأدبي لولا اللقاء الذي نظمه النادي ضمن فعاليات جماعة شعر ، قدم فيه الأستاذ / عبدالله أحمد الأسمري ، ( إطلالة على شعر الهايكو ) ، وأدار اللقاء الأستاذ محمد الشيخ مساء الأربعاء 2/3/1441هـ ..
استهل فارس اللقاء حديثه بشكر أدبي مكة المكرمة وشكر سعادة رئيسه الأستاذ الدكتور / حامد بن صالح الربيعي ، على استضافته للتعريف بشعر الهايكو ، من خلال معرفته به واحترافه له ..
بعدها جاءت إطلالة / الأسمري – على شعر الهايكو ، درة الشعر الياباني ، وأحد أهم أشكاله ، ورائده الشاعر باشو ، وهو شعر الطبيعة والتأمل ، والبساطة والعمق والتكثيف والمشهدية ، فضاؤه لغة كونية آسرة ، وهو حافل بالمشاعر والانطباعات المتدفقة .. وهو شعر مقطعي ، من شروطه : الإيجار ، والتنحي ، ولحظة التنوير ، وألا يقحم الشاعر نفسه بالنص ، ويتخلص من المشاعر السلبية ..
ومن عيوبه أنّه قصير جداً، أو طويل جداً ، ومعقد جداً .. ويبتعد عن الذاتية .. وقد دخل إلى العالم العربي عن طريق شاعر سوري في ستينات القرن الماضي ، ووجد كثير من الشعراء ذواتهم فيه ، وبخاصة الشعراء الشباب لأنه يشكل متنفساً لهم ..
وتحدث / الأسمري – عن تجربته مع شعر الهايكو ، وإصداراته ونشاطاته في هذا الفن .. ثم قرأ شواهد من الشعر الياباني في الهايكو ، وشواهد لشعراء عرب وشواهد من شعره .. وتنبأ بربيع عربي زاهر للهايكو ..
التعقيبات :
أما التعقيبات فقد أجمع أكثرها أن الذائقة العربية لا تتقبل هذا اللون من الشعر ، فشبهه الدكتور / عبدالله إبراهيم الزهراني – بالفقاعات ، وتساءل : هل يمكن للشاعر العربي أن يتحرك بعيداً عن الأيدلوجيا ، وقالت الدكتورة / هيفاء الجهني : هذا الشعر ما زال هشاً وسيبقى كذلك ..
ورأى الدكتور / سعد حمدان الغامدي – أن الهايكو بعيد عن غنائية الشعر العربي ، وجماهيريته ، ولن يكون شعراً .. وأكدت شاعرة الذات / نورة الشمراني – أن الهايكو يفتقد إلى ( الشعور ) أهم مقومات الشعر .. كما أكد الأستاذ / سعيد مسعود – على افتقاد الهايكو لغنائية الشعر العربي .. ووجد الأستاذ الشاعر / إبراهيم المهدي – أن الشباب تحمسوا لهذا اللون من الشعر لأنهم وجدوا فيه مطية سهلة الركوب .. أما الشاعر والمنشد الشاب / عبدالله العسيلي – فأشار إلى أنه يمكن أن يحاول الإنشاد من الهايكو ولكنه لا يريد لعد قناعته به ..
وفي دفاع للشاعر / محمد الغماري – عن الهايكو ، أشار إلى بعض إيجابيات هذا الفن وهي الدهشة وعمق الصورة ، والأضداد المجتمعة ..
وكان آخر المعقبين الدكتور / عبدالعزيز الطلحي – الذي بين ما في العربية من عبقرية وإيقاع ، مما يخالف اللغات الأخرى ، بما فيها اللغة اليابانية المقطعية .. وأشار إلى أن للهايكو قوالب خاصة فكيف نهرب من الوزن والقافية إلى قيود جديدة ؟ وأشار إلى أن الهايكو قد يقع في سياق الخلط المعاصر بين الفنون الأدبية كالقصة والخاطرة والشعر ..
وفي الختام تم تكريم فارس اللقاء الأستاذ / عبدالله الأسمري .