أخبار محلية

الإمارات تشغل المحطة الثالثة لرصد الشهب بشكل آلي

 

الأحساء
زهير بن جمعة الغزال

أوضح ذلك المهندس محمد شوكت عودة
مدير مركز الفلك الدولي

قام مركز الفلك الدولي مؤخرا بإنشاء محطة ثالثة تعمل بشكل آلي لرصد الشهب في صحراء الإمارات، وهذه المحطات عبارة عن جزء من “شبكة الإمارات الفلكية لرصد الشهب والنيازك”، والشبكة عبارة عن مشروع أقامه ويشغله مركز الفلك الدولي بالتعاون مع وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”، وتتكون الشبكة حاليا من ثلاث محطات موزعة في أماكن مختلفة في دولة الإمارات، الأولى في منطقة رماح، والثانية في منطقة الوقن، والثالثة في منطقة الوافية. وتحتوي كل محطة على 17 كاميرا فيديو موجهة نحو السماء وتقوم هذه الكاميرات بتصوير الشهب بشكل آلي بمجرد مرورها في السماء، ومن ثم يقوم الحاسوب الموجود في المحطة بتحليل هذه الشهب، إضافة إلى إرسال مقاطع الفيديو بشكل آلي إلى المركز الرئيس في أبوظبي.

وتهدف الشبكة إلى أمرين؛ الأول هو تصوير الأجرام الطبيعية أو الأقمار الصناعية حال مشاهدة سقوطها في سماء الدولة، حيث أن تصوير الجرم الساقط من خلال أكثر من كاميرا يتيح المجال لتحديد مكان سقوطه من خلال حساب المثلثات. والهدف الثاني من الشبكة هو التصوير المستمر للشهب التي تظهر في السماء وتحليل هذه المعلومات سواء لتأكيد زخة شهابية محتملة أو لاكتشاف زخة شهابية جديدة.

وتجدر الإشارة إلى أن شبكة الإمارات الفلكية لتصوير الشهب التي أنشأها ويشغلها مركز الفلك الدولي هي الشبكة الوحيدة في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط القادرة على إجراء هذه الأغراض العلمية بشكل آلي ومتكامل. حيث يبلغ عدد الشبكات المماثلة في العالم 12 شبكة، خمسة منها في الولايات المتحدة، وواحدة في أوروبا مشتركة بين ثلاث دول، وواحدة في كل من أستراليا ونيوزلندا وتشيلي وناميبيا وجنوب أفريقيا.

هذا وتقوم شبكة الإمارات لرصد الشهب بأبحاث علمية متخصصة، وتنشر هذه الأبحاث في مجلات علمية وعالمية محكّمة. فقد قامت الشبكة منذ إنشائها وحتى الآن بنشر عدة أبحاث لتحليل النتائج التي تم الحصول عليها من خلال الشبكة بالتعاون مع الشبكات الأخرى. كان المنشور الأول عبارة رصد نشر من قبل الاتحاد الفلكي الدولي بعنوان “زخة شهب أكتوبر الزرافيات 2016م” وذلك في شهر أكتوبر 2016م. وكان المنشور الثاني أيضا عبارة عن رصد نشر من قبل الاتحاد الفلكي الدولي بعنوان “زخة شهب ألفا وحيدات القرن 2017م” وذلك في شهر ديسمبر 2017م. وكان المنشور التالي بحثا بعنوان “دراسة استقصائية لزخات الشهب في نصف الكرة الجنوبي”، ونشر في شهر فبراير 2018م. وكان العمل التالي بحثا بعنوان “ثوران زخة شهب العوائيات واستراتيجية للبحث عن المذنبات الخطرة”، ونشر في شهر ديسمبر 2019م.

هذا وبينت تحليلات وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” الصادرة قبل عدة أيام أن “شبكة الإمارات الفلكية لرصد الشهب والنيازك” تمكنت خلال العام 2019م من تصوير ومن ثم تحديد مدار 16 ألف و 85 جرما سماويا من خلال تصويرها المستمر للشهب خلال العام 2019م!

وإضافة إلى توثيق زخات الشهب المختلفة، يشار إلى أن أهم ما التقطته الشبكة خلال عملها في السنوات الماضية هو ثلاثة أحداث هامة، الأول كان التقاط كرة نارية لامعة جدا شاهدها العديد من الناس يوم 30 سبتمبر 2016، وبعد تحليل مقاطع الفيديو تبين أنه من المرجح أن الجرم استطاع الوصول إلى الأرض وسقط في منطقة تم تحديدها بالقرب من منطقة شاطئ الراحة في أبوظبي، وتم تشكيل فريق للبحث عن النيزك المحتمل إلا أن الفريق لم يتمكن من العثور عليه بسبب صعوبة المنطقة بسبب تواجد جزء منها داخل البحر وجزء آخر على الشارع الرئيسي.

والحدث الثاني هو توثيق الشبكة لسقوط قمر صناعي يوم 16 أكتوبر 2017م، والذي شاهده الناس في كل من الإمارات وسلطنة عمان وقطر والبحرين والكويت وشرق السعودية، وقد كان جزء من صاروخ فضائي روسي من نوع Soyuz-2.1a أطلق يوم 14 أكتوبر 2017 نحو الفضاء حاملا مؤونة لرواد محطة الفضاء الدولية. والقطعة التي سقطت هي المرحلة الثانية من الصاروخ، ويبلغ طولها 6.7 متر وقطرها 2.7 متر، وزنها فارغة 2355 كيلوغرام. ومن المرجح أنها سقطت في المحيط الهندي. وقد التقطت محطتان من شبكة الإمارات سقوط القمر الصناعي في الساعة 19:29:34 بتوقيت الإمارات.

والحدث الثالث هو تسجيل كرة نارية لامعة جدا ظهرت في سماء الإمارات يوم الثلاثاء 05 مارس 2019م، وذلك في الساعة السابعة مساء و40 دقيقة و11 ثانية بتوقيت الإمارات. وقد تم تصوير الكرة النارية من خلال كاميرا فلكية متواجدة في محطة رماح وتم تصويرها كذلك من خلال كاميرا فلكية أخرى متواجدة في محطة الوقن، وبعد إجراء الحسابات اللازمة وإدخال اتجاه وسرعة الرياح في طبقات الغلاف الجوي العليا، تبين أن الجرم السماوي الذي دخل الغلاف الجوي واحترق مسببا الكرة النارية عبارة عن جرم يدور حول الشمس على بعد 384 مليون كم منها، وبميلان مقداره 17 درجة بالنسبة لمدار الأرض حول الشمس، وكانت سرعته لدى دخوله الغلاف الجوي تبلغ 67 ألف كيلومتر في الساعة! وتشير الحسابات إلى أنه قد بدء احتراق الكرة النارية على ارتفاع 93 كم من سطح الأرض في المنطقة الواقعة ما بين القوع وأم الزمول، واتجهت الكرة النارية باتجاه الشمال الغربي إلى أن انتهى الاحتراق على ارتفاع 35 كيلومتر قريبا من منطقة رزين، وبينت الحسابات أن موقع النيزك المحتمل يقع في منطقة تقع بالقرب من منتجع قرية الليالي العربية.

ونظرا لأهمية الأمر فقد قام فريق من مركز الفلك الدولي بالتعاون مع بعض الجهات الرسمية المحلية يوم 12 مارس 2019م بعملية بحث عن النيزك المحتمل في المنطقة المحددة، وفي نهاية عملية البحث تم الحصول على عينتين محتملتين، الأولى سوداء صخرية، والثانية حديدية-صخرية تبدو عليها علامات الصدأ. وبإجراء اختبارات سريعة تبين وجود خصائص مغناطيسية للعينة الثانية. وقام المركز على الفور بالتواصل مع شركاء المركز في وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” وعرض صور العينات عليهم، وبعد التحليلات المخبرية داخل وخارج الدولة تبين فعلا أن إحدى العينتين عبارة عن نيزك.

هذا ويمكن الاطلاع على مزيد من التفاصيل حول الشبكة وأعمالها المختلفة على موقع مركز الفلك الدولي على العنوان: http://www.astronomycenter.net/uacn/index.html

شرح الصور:
الصورة الأولى: صورة الكرة النارية يوم 30 سبتمبر 2016 كما التقطتها كاميرات الشبكة.
الصورة الثانية: صورة الكرة النارية يوم 30 سبتمبر 2016 كما التقطتها الكاميرا واسعة الحقل.
الصورة الثالثة: منطقة البحث عن نيزك الكرة النارية التي ظهرت يوم 30 سبتمبر 2016.
الصورة الرابعة: اجتماع فريق البحث لتحليل نتائج البحث عن نيزك الكرة النارية التي ظهرت يوم 30 سبتمبر 2016.
الصورة الخامسة: سقوط القمر الصناعي يوم 16 أكتوبر 2017م كما صورته كاميرات الشبكة.
الصورة السادسة: صورة الكرة النارية يوم 05 مارس 2019م كما التقطتها كاميرات الشبكة.
الصورة السابعة: تقسيم منطقة البحث عن النيزك الذي تم تصويره يوم 05 مارس 2019م.
الصورة الثامنة: صورة للنيزك الذي تم العثور عليه أثناء البحث عن نيزك الكرة النارية الذي تم تصويره يوم 05 مارس 2019م.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى