أسفَرَ الـصُّبْحُ عَنِ الوَجهِ الحَسَنْ
والعَـصافـيـرُ تَـغَـنَّـتْ فـي فَـنَـنْ
خِلْـتُ أَنَّ الشَّمسَ لَيلاً أَشرَقَـتْ
فَـإِذا بـالـنُّـــورِ مِـنْ خَــدٍّ فَـتَـنْ
أَقبَلَتْ نَحـوي وأَنـغـامُ الخُـطَـىٰ
مـا وَعــاهــا عـابِــرٌ إِلّا رَصَــنْ
وابتِهاجـاتِ الـرُؤى مِنْ حُسنِـها
عـانَـقَـتْ أَلحـانُهـا هـامَ الشَّجَـنْ
رَقَــصَ الـقَـلـبُ عَلـى إيقـاعِـهـا
وانْتَشَـتْ روحـاً تَغَشَّاهـا الحَزَنْ
مِنْ بِنـاتِ الـشَّـامِ أَفــدي تُـربــةً
أنْـبَـتَـتْهـا مَـنْـبَـتَ الغُصنِ الأَغَنْ
أَفـتَــدي بِـالـــرُّوحِ ثَـغــراً دُرُّهُ
كادَ مِنْ إِشـراقِـهِ عَـقْـلـي يُجَـنْ
مـا رأَتْ عَـيـنـي جَـمـالاً مِثلَـهـا
لا بِأرضِ الـهِـنْـدِ أو صَنعا اليَمَنْ
مَـدَّتِ الـكَـفَّ حَـيـاءً..أَسْـبْـلَـتْ
فاتِرَ الـطَّـرفِ وَمالَتْ مِنْ وَهَنْ
ثُمَّ قـالَـتْ لـي أَغِـثْـنـي وَجَـرَتْ
أَدمُعٌ أَبكَـتْ سَواقـيـهـا الـوَجَـنْ
قـادَ قَلبـي صَوتُـهـا فـي لَحظَـةٍ
مِثْلَمـا الـمُـنْـقـادِ جَـبْـراً بِالرَّسَنْ
قُلْـتُ مـا أَبكـاكِ قـالَـتْ لا تَـسْـلْ
مَنْ سَبـاهُ الفَقْـدُ شَوقـاً لِلـوَطَنْ
مَـزَّقَـتْـنــي غُـربَــةٌ ذُقْــتُ بِـهـا
ذِلَّـةَ الـمَـنْـفَـىٰ وَويلاتِ الـمِحَنْ
يا لَها مِـنْ عَـبْـرَةٍ أَحـيَـتْ بِـهــا
عَهْديَ الـمـاضي وأَبْكَـتْني عَلَـنْ
لَو تَسنَّـتْ قُـربَـهـا لـي ســاعَــةٌ
أَشْـتَـريهـا لَـو لَـهـا عُـمـري ثَمَـنْ
أَنْـفُـضُ الأَحـزانَ عَـنِ جَــوهَـرَةٍ
في تُرابِ البُؤسِ أَلقَـاهـا الـزَّمَنْ
عبدالله محمد الأمير
1441/8/16
الرَّسَنْ: الزِّمام الذي يُقاد به الجَمَل
الرَّصَنْ: الوقوف والثبات
الوَجَنْ: الحِجارة