جازان _ النادي الأدبي
أقام نادي جازان الأدبي أمسية نقدية بعنوان (العجائبي والواقعي السحري في الرواية)، حيث استهلت الدكتورة نجلاء مطري حديثها بعد شكر نادي جازان الأدبي ومديرة اللقاء الأستاذة صالحة هادي وكذلك الحضور قائلة، أن العجائبي ملمح من ملامح الواقعية
السحرية وان ملامح الواقعية السحرية هو نوع من السيريالية الأسطورية.
كما أن العجائبي لصيق للسرد العربي القديم. ومثلت لذلك بكتاب ألف ليلة وليلة وكتاب التيجان، وكليلة ودمنة هذا النوع من العجائبية ظهر من خلال تودورف في كتابه (مدخل إلى الأدب العجائبي)
حيث استندت الدكتورة نجلاء على تعريفه للعجائبية، حيث يرى تودورف أن العجائبي هو التردد. وأن التردد هو الشرط الأساسي للعجائبية
حيث أن المتلقي يحدث له تصادم بين الطبيعي والا طبيعي، حيث يحدث التردد ويتحول المتلقي من الواقع الى الاستلهام بشخصيات خيالية. فإن كان الشخص ملهماً بالعحائبية،
فإنه يرى هذا النوع من السرد ملهم. كما أشارت الدكتورة مطرى الى أن الواقع السحري يحتاج لتقبل القاريء له ومدى واقعيته لهذا الحدث، حيث استدلت المطري بالجنية التي خطفت شخص ذهب لقضاء حاجته فأعجبت به وخطفته
بعد ذلك جاء دور المداخلات، حيث اقترح رئيس نادي جازان الأدبي ترك الفرصة لبعض المختصين لإثراء ورقة الدكتورة نجلاء النقدية القيمة. حيث بدأ الدكتور صالح الغامدي مداخلته بعد الشكر لنادي جازان الأدبي وكلا الأديبتين، الدكتورة نجلاء مطري، وكذلك الأستاذة صالحة هادي، بسؤالين وهما ما هو الضابط الذي يربط بين الذين يرون أن هذا السرد منطقي والذين يرون غير ذلك، وإذا كانت هناك عوامل لهذا الضبط
والسؤال الآخر يتعلق بالواقعية السحرية حيث أن القارئ لا يتصرف في ذلك، و يقوم الراوي أو إحدى شخصياته بالسرد والتفسير وأشار الى الجنية ورؤوس الأطفال التي صارت حمراء بعد نزول المطر عليها،
حيث تعتبر هذه من الكرامات. فهنا المتلقي لا يملك التفسير بل الراوي أو الشخصية، هى التي تقوم بذلك، فأين دور القارئ؟
بعد ذلك كانت مداخلة الدكتور محمد منور حيث أشار الى موضوع التلقي والواقعية السحرية وأن النص العجائبي نص غير عادي لأنه يحمل مفاتيح قراءته في بنيته العجائبية. كما أشار الى المتلقي بأنه يتلقى ذلك
بأيدولوجيتيه التي شب عليها وما يحمله من اسطوريات درج عليها في فهمه لها. وهنا تكون نتائج المتلقي أقوى من السلطة الداخلية والخارجية. والمتصوف في نظره يرى
العجائبية ضرب من الخروج عن المعتاد.
تلا ذلك تساؤل الدكتور جبران قائلاً بأن محتوى الورقة التي قدمتها المطري،
هل هو قراءة للنصوص التي أشارت إليها ونقدِ لمحتواها وما هو الهدف من خلال عرضها للعجائبية؟ كما أشار الى الصوفية، إن كانت من قبيل السرد التاريخي، فلا حرج ولكن إن كان ذلك من ناحية مثل وقيم اسلامية، فهو مرفوض
المداخلة التالية كانت من قبل الدكتورة عائشة الشماخي، وكانت تجيب على تساؤل الدكتور جبران بأن نسبة الواقعية السحرية تتمثل في توظيف تقنية عناصر فانتازية
والمبدع دائماً يختبئ خلف هذا النوع من العجائبي ويستخدمه للهروب من واقع معين وهنا ركزت على الايضاح والموروث الجازاني حيث أشار الأستاذ عبده خال إلي هذه الفانتازية الجميلة في أحد رواياته
وتسألت الدكتورة الفيفي لماذا اختارت المطرى نظرية تودورو، وما هي المبررات لذلك؟ وبدورها ردت الدكتورة المطري بأن الاجابة على هذا السؤال يحتاج ربما الى محاضرة بذاتها،
لأنها تشير الى تلقي العجائبي والواقع السحري حيث أن نظرية تودورو شاملة لذلك وتعتمد على القارئ والسارد أيضاُ
بعد ذلك كانت هناك مداخلة للدكتورة رشيدة محزوم وفيها أشارت الى أن العجائبي أو الغرائبي له قوانينه وسننه. وجمالياته الإبداعية
وفي رواية الختم قول الأشخاص ما لم يقولوه. ويجب التسبب بين الخيال كمطلب اساسي في السرد، وأن كاتب الختم خلط بين الخيال والواقع واشتغل على ذلك فلا يجب علينا أن نصفه بالعجائبي
ولماذا اعتمدت الدكتورة المطري التردد من نظرية تودوروف وهل وظفت في الرواية كما ينبغي؟
وجاءت مداخلة الأستاذ محمد علي النعمي كخاتمة وذكر بكل تواضع تطفله على هذا المجال وأعجب في الواقعية السحرية التي تعبر عن (اليوم المعيش)
وكل ما كان من الواقع ووظف فنياً لذلك. وتسال الأستاذ النعمي عن التجاوز بين الواقعي والسحري على الناحية الإبداعية نفسها. . كما كانت هناك بعض التجاذبات والمناوشات مما اضطر رئيس نادي جازان الأدبي، الأستاذ حسن الصلهبي للتدخل وامتصاص الشد ومن ثم تواصلت الأمسية حتى النهاية
أجابت الدكتورة على جميع المداخلات وأدارت الأستاذة صالحة هادي الأمسية بكلمة أثنت فيها على المطري ونادي جازان الأدبي على ما يقوم به من أنشطة تفاعلية وشيقة يتفاعل معها الحضور من أمسية لأخرى