بقلم د . ضيف الله مهدي
الشيخ / يحيى بن حسن محرق .. كانت ولادته عام 1362هـ .. ودرس في معهد صامطة العلمي ، ثم أكمل دراسته الجامعية في الرياض في جامعة الإمام محمد بن سعود وحصل على درجة اللسانس في الشريعة .
وبداية ، عمل معلما لمدة عام في إحدى مدارس محافظة القنفذة .
ثم بعدها عمل مشرفا في إدارة التعليم بمحافظة القنفذة وبقي بها خمس سنوات ، ثم انتقل إلى إدارة التعليم بمنطقة جازان وعمل بها لمدة ثلاث سنوات .
وعند أنشئت إدارة التعليم بمحافظة صبيا كان من المنتقلين إليها وعمل مشرفا لمادة التربية الإسلامية ورئيسا لشعبة التربية الإسلامية ، وبقي بها حتى أحيل إلى التقاعد عام ١٤٢٤هـ. .
أنا عرفته عام ١٣٩٦هـ عندما زار مدرستنا المتوسطة في بيش مشرف تربوي ، كان في تلك الحقبة يسمونه ( المفتش ) في الحصة الرابعة وكانت مادة الفقه ويدرسنا الشيخ حسن بن إبراهيم الخميسي ، دخل فصلنا المفتش وكنت في الصف الأول المتوسط .. تتغالب فيه أوجهه أجمل أم إبتسامته أجمل ، جلس قليلا وكتب قليلا والمعلم يشرح ثم قام واستأذن من المعلم وبدأ يتناقش معنا ويسألنا والجميع يجيب على أسئلته ، حتى قال : لو شخصا في خبت البقر وحان وقت الصلاة وعنده ثوبين واحد منهما فيه نجاسة لا تصح فيه الصلاة ولكنه لا يعرف أي الثوبين فيه نجاسة فأي الثوبين يصلي فيه ؟ الطلاب يجيبون ولكنه يرد إجابة خطأ .. قلت أنا : مرة يصلي في ثوب ومرة يصلي في ثوب فقال يفتح الله عليك ، قلت الإجابة ولست متأكد من صحتها ولكن قلتها لما أشر علي .. الأستاذ أنبسط مني كثير . وفِي سنوات لاحقة ألتقيت به !
وهو رئيس المعسكر الإسلامي في مدرسة الإمام علي بن أبي طالب الابتدائية في العالية ، وقدمني في كثير من المناسبات واختارني أقدم كلمة في مسجد من مساجد العالية بعد مغرب أحد الأيام . وبعد صلاة جمعة في أحد الأيام قدمت كلمة في جامع السلامة السفلى . كما قدمني لأقدم قصيدة ( أنا مسلم ) في الحفل الختامي للمعسكر الإسلامي في العالية عام ١٤٠١هـ .
وعندما أصبحت مرشدا طلابيا في بعض المدارس كان يستأنس برأي إذا زار المدرسة وعندما أصبحت مشرفا تربويا معه في إدارة التعليم عرفته عن قرب ..
رجل كساه الله المحاسن والأخلاق والآداب من منبت شعر رأسه حتى أخمص القدمين ، يستقبلك بإبتسامة ويودعك بإبتسامة ويتحاور ويتناقش معك وهو يبتسم ، لا يمكن تذكره عند أشخاص إلا ويثنون عليه ثناء عطرا .. جزاه الله خيرا على كل ما قدمه وأطال الله عمره ومتعه بالصحة والعافية .