مقالات مجد الوطن

دراسة تحليلية لقصيدة ( من أنت ! ) من استاذ الأدب عبدالصمد المطهري 

 

بقلم . أ . حسن الأمير

 

العمر يجري والسحابة لا مطر

شاب الفؤاد ولا وصال ولا أثر

 

الشمس تشرق لا جديد ترينه

والليل زِينَتُهُ النجوم مع القمر

 

والعين كم تهوى المنام حبيبتي

وكأن ذاك الأمس يسترق النظر

 

والعمر يسألني علام تلومني

أوَ ما اكتفيتَ من التصبّر والحذر !

 

أدري بأن الأمس ليس يعود لي

لكنّ طبع الأرض تشتاق المطر

 

أين الوصال..وما وعدتِ..وخافقي

ومدامعي الثكلى يعانقها السحرْ

 

عُدُ يا زمان إلى الوراءِ فإنني

أشتاقُ واهبةَ السعادة للكدر

 

تلك العيون إذا حكتْ وتبسّمتْ

خلت السحاب لها تساقط كالثمر

 

والصوت موسيقا تداعب مسمعي

أواااه يا قدري شكوتكِ للقدر

 

يا أنتِ..أتعبني الحنين..متى غدٌ !

فاليومَ قد أعيتهُ رايات السهر

 

يا أنتِ..ها قلبي خذيهِ وشاهدي

عينيكِ من دلفت إليه من البشر

 

وسنينهُ من قبل تبصرها بكت

هل تعذر الدنيا الفؤاد إذا اعتذر

 

لا تستوي كل الغيوم فبعضها

يهب المزون وبعضها ماء البصر

 

فكأنما لعب الكرى بجفونها

فتمايلتْ أغصان ذيّاك الشجر

 

أدري بأن الأمس ليس يعود لي

لكنّ طبع الأرض تشتاق المطر

————

تحليل النص

 

الله ياللروعة

قصيدة مليئة بالخيال والكنايات والمحسنات والصور ناهيك عن التأثير في العاطفة

إنها لواعج الروح عندما تعاود الحركة لبدايات كانت حافلة بالمحبة

المطلع يبدأ بأن حركة العمر الجميلة في البدايات وصلت للحظات قست فيها الأحوال من خلال التشبيه للحالة بحال تكون السحب الغير ممطرة رغم جمال السحاب في عين الرائي

شاب الفؤاد لإحساسه با نقطاع الوصل الذي كان مصدر الحيوية والشباب

هنا استخدام الطبيعة ابتداء من السحاب والمطر وكذلك الشمس والليل والنجوم والقمر

هنا احتواء وتشبيه وكناية عما أصبح يحيط بالعمر في اللحظات الاخيرة

والعين كم تهوى المنام هنا التصريح عن مدى القلق الذي حجب النوم بعيدا وأصبح الشاغل هو التفكير وكأن الأمس الجميل يسترق النظر للعودة ولكن ثمة مايمنعه وهو الهجر وانقطاع الوصل

والعمر يسألني لماذا اللوم والعتاب أوما اكتفيت من التصبّر والحذر من حيثيات التي يتوقع أن تستمر وتبني سدود بين الالتقاء والهجر

أدري بأن الأمس ليس يعود لي

وهذه طبيعة الحياة

ولكن طبع الأرض تشتاق المطر تشبيه وكناية واقتباس أيضا

الانسان يشتاق مايحيي مشاعره كما تشتاق الأرض المطر

وهو اقتباس من قوله تعالى

فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج

أي : فإذا أنزل الله عليها المطر

 

أين الوصال وماوعدتِ وخافقي

ومدامعي الثكلى يعانقها

هنا حوار واستلطاف واستحضار للمشاعر

واستفهام وهو يصف حالة الحزن الذي هيج المشاعر

وأنها تهتز وتتألم وقت السكينة التي يحياها الناس وبأن مشاعره تعانق السحر كناية عن عدم الراحة التي استمرت وكأن تلك الوعود تاهت وضلت الطريق نحوي

هنا يبخاطب ويستلطف الزمان

رغم معرفته باستحالة ذلك إلا في حالة استثنائية وهو أن يفي الآخر بوعوده وهي اشتياقي لأن تتلطف وتهبني السعادة لهذا الكدر المستمر والذي سبب القلق لي وعدم الراحة

الأبيات الأخيرة

من تلك العيون ومابعدها

يصف فيها لحظات مضت ومافيها من عذوبة

ولكنه رغم تخيله لجمال لحظاته

يتأوه ويشكو القدر للقدر وهذه مقابلة ولكنها بلفظ وصفة واحده وقد يمحو القدر القدر

يا أنت أتعبني الحنين متى غد

لعله يستجدي الغد الذي يتأمله يأتي بجميل

فاليوم أعيته رايات السهر المستمر وكأنه يقول يا أيها الغد الجميل انتظرك تمحو ما يحيط بي

ياأنت هاقلبي خذيه وشاهدي

استلطاف لها لتنظر مافعلت الأيام ومرارتها

وسنين قلبي من قبل تبصرها بكت فهل تعذر الدنيا الفؤاد إذا اعتذر عما فعل هنا مراجعه واستفهام تعجبي

ياسلام جميل هذا البيت

لاتستوي كل الغيوم فبعضها يهب المطر ولكن بعضها يروي العيون فتحييها فجفاف ماء العين يقتل البصر

المخرج النهائي

أدري بأن الأمس ليس يعود لي

لكن طبع الأرض تشتاق المطر

أعاد البيت للتأكيد عن مدى الشوق وعن مدى مافعله الهجر به

تحياتي وتقديري ومحبتي

وهذه نظرة نص الأستاذ الشاعر

حسن الأمير فليقبله مني عربون وفاء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى