انتهت بالأمس مبارايات كأس العالم، و لازال طعم البهجة و السرور يبدو على ملامحنا .
تعتبر كرة القدم، أحد الرياضات الشعبية التي يمارسها الكثيرون، و لا تنحصر فوائدها على بناء علاقات اجتماعية،
و تحسين لياقة بدنية، إذ تتميز بفوائد صحية أيضاً
حيث تساهم في تمرين كافة عضلات الجسم ،و تحسن من معدل ضخ الدم للقلب .
تابعنا الشاشات،
و عيوننا تذهب، يمنى
و يسرى، وراء الكرة ،
و أيدينا على أفئدتنا، التي
تتسارع نبضاتها بقوة مع كل هدف لفريقنا المفضل .
هناك فرق بين العيش
و بين البقاء …
أن تعيش، يعني أن تتابع شيء تحبه ،مع شخص تحبه ،في مكان تحبه .
بكل بساطة المبارايات جمعت العائلة مع بعضها
و الأصحاب مع بعضهم
و المحبين مع بعضهم
إما حول التلفاز ،أو في نقاط التجمع لمشاهدة المباريات .
الايمان ، العمل ، الحب
لن يكون هناك وقت مناسب للسعادة أكثر من الآن ، كل ما عليك هو أن تقوي إيمانك بالله سبحانه و تعالى
و تستمتع مع الأشخاص الحماسيين ، المبهجين المتفائلين ،بالعمل
و ترتقي بالحب .
كم سالت دموع مراهقين لخسارة فريقهم، و علت ضحكات شباب على فوز لاعبهم المفضل ،حتى أنك تسمع أصوات تحاكي الحكم عن خطأ قد ارتكبه في حق اللاعبين ،مع أنه لا يسمع تعليقاتهم .
موسم كأس العالم نظم أوقاتنا بطريقة مختلفة
و أثبت لنا أن المستقبل مليء بالفرص .
إياك أن تنسى
عندما تلاحق شيئا تحبه ، ستفعل كل ما يلزم لتستمع فيه و هكذا استمتعنا مع كل بداية مباراة إلى نهايتها .
ما من شعب من شعوب الأرض إلا و له رمز وطني يجله و يحترمه في سره
و علانيته و هذا الرمز هو العلم ، شعرنا بمشاعر الاعبيين مع كل علم يرفع ليرفرف خفاقاً ،و استمعنا لعزف النشيد الوطني لكل بلد حتى لو لم نكن نفهم اللغة، فقط تابعنا شفاه الاعبيين و هم يرددون كلماته .
رفع العلم على السارية مع ترديد النشيد الوطني يؤجج عواطف الشرف والفخر
و الاعتزاز و الانتماء . سبحان الله ،كلنا عندنا نفس المشاعر تجاه الوطن .
نعم اختلفنا على طريقة أداء كل فريق ،فبعض الفرق خسرت امام الجمهور الذي كان دائما يشجعها .
هل تعجبت !أو تسألت كيف يتمكن الفريق الخاسر من البقاء متفائل، و يحضر نفسه للمباراة القادمة؟
إنه يدرك أن الوضع الحالي الحقيقي يحتاج إلى تصحيح و يبحث عن طرق بديلة للفوز بتغيير خطة العمل ، أي أنه يفكر بطريقة مختلفة .
كثيرون يعشقون التفاؤل
و يعتبرون أن كل صعوبة هي فرصة جديدة
و أعتقد أن مع التفاول علينا العثور على الشغف و الحب …
والاستمتاع بالحب..
و الحفاظ على الحب
و التقدير لما نقوم به من عمل حتى نحصل على نتائج جيدة .
تذكر عندما تقوم ببناء فريق ،ابحث دائما عن أناس يحبون الفوز ، وإذا لم تعثر على أي منهم ،ابحث عن أناس يكرهون الهزيمة.
كرة القدم ،هي رياضة جماعية، تقوم على روح التعاون ، والعمل الجماعي
و أنا عن نفسي أحب الروح الرياضية و أن أكون ضمن فريق متعاون يسعى للفوز .
الكاتبة : ندى فنري
مدربة / مستشارة
