مقالات مجد الوطن

عابرٌ أجودي 

 

بقلم – الإعلامية نوال هزازي

 

 

كان ياما كان في حاضر الزمان بينما نقف على عتبات الحنين وعلى مشارف عسير مررت فنظرت حولي فوجدت هدوء يعم المكان قصور مشيدة هيّأت بأغلى الأثمان واندر قطع الأثاث وتسارعٌ وتطاولٌ في البنيان بيوت تشيد في كل مكان على أحدث طراز وأبهى حلة لذة للناظرين تراها خاوية على عروشها تفتقر إلى الإجتماعات الأسرية واللقاءات العائلية على سفرة الطعام وغالباً لا يستقبل فيها الزوار بل أن أهل المنزل أنفسهم يتواجدون فيه للنوم غالباً وباقي الوقت في العمل أوالكافيهات أوالمتنزهات والإستراحات وانشغلو بالأمور الحياتية وكسب المال ولم يعد الصديق يدخل على صديق وتفرق الأخوان والجار لا يعلم شيئاً عن سابع جار يدخل المسافر أو عابرٌ للمكان فلا يرى سوى أبواب مغلقة ولايعلم ماخلف الجدران غادرت وآخر عهدي نظرات يملؤها اليأس والحرمان ومر الزمان وتوالت الأيام و سمعنا أنه في عسير ولي أميرٌ قد وجه بإمعان وحث على الرجوع لقيم الإسلام والعادات الأصيلة الراسخة والإرتقاء بالمنطقة بجود أهلها و قد عم الخير بقدوم شهر الخير والغفران ، أجاويد وإذا هطل المطر فالزرع قادم والخير آت ،فتسارعت خُطاي لعسير متجهاً لأرى ماذا حل مع الزمان فدخلت وقد انتصف شهر الصيام فرأيت الحياة بكل مكان إستقبلت بالتراحيب والإكرام وقدم لي وجبة افطار مما لذ وطاب مع باقة من الورود كتب عليها

“أجاويد ” تعمقت فإذا بالبهجة على وجوه الجميع وعادت الحياة تدب في عسير وعاد الجار يقسم للجار مما انعم الله عليه والغني يعطي الفقير ورأيت تجمع لأهالي الأحياء والقرى وقد زينت طرقاتها وأضيئت بها الأنوار وباتت ترفرف على جنباتها طيور السعادة والؤئام و مجالس للذكر وأخرى للوعي، والعطاء سيد الموقف، فهنا نرى البعض يقدم الطعام وهناك من يكسو محتاج ومن بعيد أرى مجموعة يعتنون ببيوت الله وهناك من أدخل السرور لقلب أرملة باتت بلا مأوى او عائل و آخرون يتسابقون لتوزيع الهدايا على أبناء شهداء الواجب و لأصحاب الخبرة من المتقاعدين والقدامى في الخدمة الوطنية من مدنيين و عسكريين عرفان منهم بالجميل وهناك من ربت على كتف يتيم الكل في سباق من يعطي نفعاً ومن يقدم علماً ومن ينشر السعادة ومن يفتح أبواباً للأمل من جديد حراك مستمر بالليل والنهار وتنافس للخير وبالخير فساد الحب وعم الفرح وانتشرت الطمأنية وذهبت الغربة الموحشة وحلق اليأس والفقر بعيداً

وكان ياما كان عدنا لأيام زمان أجاويد جمعتنا على قلب واحداً ويداً واحدة عطاء يجر عطاء وفكر واعي وجسد قوي بعقل سليم ، بالوعي لنا نور والقوة شعارنا والجود لنا عنوان .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى