هلع العالم وفُقد السيطرة عليه ، وعلينا ان نتذكّر الأمور التي ما زالت تحت سيطرتنا نحن ، فكل التنبيهات ، والتخويف ، والنصائح عن ضرورة عدم الهلع يمكن أن يتسبب تلقائيًا في مزيد من الهلع والخوف.
في وقتٍ مثل هذا، يبدو أننا أمام خيارين؛ الأول هو أن نصاب بحالة من الشلل التام، والترقب ، والخوف ، وانعدام الفعل، والثاني هو أن نستثمر هذا التحرر الجبري من الوظيفة والروتين اليومي المتكرر ، لكي ننمو مواهبنا ونلتفت لها بشيء من الاهتمام
فعلينا محاولة تطبيق الخيار الثاني …
نحن الآن تحررنا من كل التزاماتنا الوظيفية، وحتى من عاداتنا التي تتطلب الرفاهية. و غالبًا لسنا مضطرًين للعمل، ولا نستطيع السفر، أو الذهاب إلى مقهى،أو حضور حفل زفاف، أو فعالية ثقافية. ولا حتى بأستطاعتنا مشاركة الاخرين الجلوس امام البحر ،
تخيل أن تكون شخصٌ وحيد في جزيرة، ولم تصنع قارب مغادرتك بعد، لكن لديك الأشجار والبحر والحيوانات وعالم كامل جدير باكتشافك؛ عالمك الداخلي بالدرجة الأولى.
هو من تود الوصول له والسعي لتحقيق ما بداخلك
في تلك الجزيرة .
وأن هذه فرصة ذهبية سيكون من الحماقة هدرها؛ فرصة لكي تنمو كإنسان وتكتشف نفسك على نحوٍ أفضل.
بدلًا من أن تهدر كل هذه الساعات أمام متابعة تويتر، وغيره من وسائل ضياع الوقت وتتبع الاخبار السلبية ، جرّب أن تصمم روتينًا يوميًا لعادات جديدة تريد اكتسابها منذ مدة ولم يسعفك الوقت لتحقيقها . هناك تطبيقات كثيرة تساعدك على ممارسة الرياضية منزليًا. استقطاع وقت لتعليم الابناء بعض المهارات ، واللعب معهم ، والعمل على اثراء معلوماتهم في مجالات مختلفه ، مارس هواياتك سواء كانت كتابة قراءة ، دع عائلتك يشاركون في ممارسة الهوايات المختلفه .لعب الكرة ، مسابقات الجري وقضاء وقت ممتع مع الابناء في فناء المنزل كالقفز على الحبل والتحديات الحركيه
وعمل مسابقات ذهنية كالقراءة والاطلاع
هناك آلاف المحاضرات المتوفرة مجانًا على اليوتيوب عن أي موضوع يثير اهتمامك؛ في الطب ؟ علم النفس، والفلسفه، والكتب العربيه والقصص والروايات.
هناك أيضًا دورات تدريبية أون لاين؛ كيف تكتب السيناريو؟ كيف تصوّر البورتريه؟ كيف تعد اكلة لذيده ، ؟
إذا كنت في الأوقات العادية تقرأ 10 صفحات يوميًا، يمكنك الآن مضاعفة العدد ثلاث مرات وتخرج من الأزمة متخمًا بمعارف جديدة وأدوات تفكير جديدة. وتحفظ ايات من القران الكريم او سورة تمنيت ان يسعفك الحظ لحفظها خصص له وقت بعد صلاة الفجر يكون الذهن صافياً للقراءة والحفظ.
وقت العائلة هو التحدي الأكبر؛ كيف تستطيع أن تستثمر هذه الأزمة للتعرف أكثر على هوايات أطفالك، والتواصل مع أشقائك واصدقاءك ،. أعتقد بأن قراءتك قصة لطفلك هي تجربة مشبعة عاطفيًا أكثر من أي شيء آخر. لا تفكر باللغة التي تريد لهم اكتسابها، ولا بالمعلومات والدروس والفوائد. ما تريد تحقيقه فعليًا هو إقامة رابطة قوية معهم، والسماح لهم بدخول عالم الأفكار دون أن يقلقوا من وجودك كسُلطة . ورقابة متشدده على نفسياتهم وعقولهم
بل اجعلها سهله و سلسه.
مارس هواياتك نفذ ماكنت مأجله من اعمالك داخل اسرتك اقضي وقت للمرح واللعب معهم دعهم يتعرفون على جوانب خفيه داخلك لايعرفونها عنك ويقتربون منك واقترب منهم ناقش معهم استفد من الافكار الايجابيه لديهم. وانتزع منهم الشعور بالاحباط والخوف فهم يتابعون ويسمعون كل مايدور حولهم. دعهم يتعلمون الصمود امام المرض. الكوارث. بلا خوف او احباط دعهم يكتسبون منك القوة والشعور بالامان .
الانتصار الأكبر هو أن تنتصر على الازمة ولاتجعلها تتسبب بالفعل في ازمة .
بقلم : شفاء الوهاس