مقالات مجد الوطن

( تهامة بين واقع اليوم وحلم الغد )

المقصود بتهامة كما يعلم الجميع كل ما انخفض عن جبال السروات من الهضاب والسهول ..
والحديث هنا عن ثلاثة مواقع من تهامة التي نقصدها
وهي…
الجزء الجنوبي من أطراف منطقة مكة المكرمة
الجزء الشمالي من أطراف منطقة جازان
الجزء الغربي من أطراف منطقة عسير
بتوضيح أشمل نقاط التماس بين هذه المناطق الثلاث
هذه هي تهامة التي تعاني ضعفا في الخدمات والإمكانيات
..
من الواقع المؤلم …

الخامسة عصراً تلقيت اتصال من أحد الأقارب أبلغني بحصول حادث مروري على أقاربي من الدرجة الأولى…. انتقلت للمستشفى المرمم الذي يجتهد فيه كافة الأطقم الإدارية والطبية وفق الإمكانيات الضئيلة جداً جداً جداً

عند دخولي مع ممر الطواريء صادفت طبيب الجراحة الممتلئ جسماً ماشاء الله تبارك الله يهرول وأنفاسه تتسارع باتجاه غرفة العمليات إن صح المسمى ولكن في الحقيقه………؟؟؟
سألته بعدما عرفته بنفسي وبأن المصاب قريبي قال عملية عاجلة يوجد لديه نزيف داخلي لاسبيل لإنقاذه إلا بإجراء العملية {هنا} رغم عدم توفر الإمكانات ولا وقت لدينا لتحويله لبعد المستشفيات الأخرى جازان أو عسير….
الثامنة أو التاسعة يخرج من غرفة العمليات يوضع في غرفة الحوادث كأي إصابة متوسطة أو بسيطة بالرغم من أن الحالة كانت حرجة جداً وتحتاج غرفة عناية فائقة طلع النور على الدنيا ومعه لفظ ( فايع ) أنفاس الحياة لينضم إلى عشرات القتلى إن جاز التعبير …….
ومئات الحالات وربما الآلاف التي تكابد العناء في تهامة قرى وهجر ومراكز ومحافظات.
حادث مروري نتج عنه إصابتان فرق الإسعاف نقلت الحالة الحرجه إلى عسير المركزي والحالة البسيطة إلى أحد مستشفيات تهامة
عاش الذي كان وضعه حرجا ومات الذي وضعه بسيط
الأعمار بيد الله نعم نؤمن بذلك.””’
ولكن أليس قبل القضاء والقدر وانقضاء الأجل أخذٌ بالأسباب ؟؟؟…

كم مصابٍ وكم مريضٍ نقل من تهامة إلى حيث يجد العناية والإمكانيات ويتنفس الحياة….

ماذا لو؟
كنت أنت أيها القارئ أو أنا من وقع له الحادث أو الأزمة الصحية المتطورة فجأة

ثلاث خيارات.. ستجدها أمامك
الخيار الأول نظاماً… حسب مانسمع
مستشفيات جازان في أقصى الجنوب

الخيار الثاني..
مستشفيات عسير بما فيها مستشفى القوات المسلحة الأكثر تطوراً والأعظم إمكانيات ومستشفى عسير المزدحم بالحالات المتكدسة

الخيار الثالث…

المستشفيات الخاصة إن كنت من أهل المال …

خيار رابع… بعيد المنال.؛؛
إذا كان في العمر بقية فأمامك التخصصي بالعاصمة الرياض أو أحد المستشفيات المتقدمة هناك

وأحيانا جدة المتقدمه طبياً وحضاريا

في تهامة غياب الإمكانات والتجهيزات فليست الصحة المشكلة الوحيدة

الطرق والمواصلات..
مثالان فقط..
طريق المليحة التابع نظاماً لطرق مكة
والمليحة وماجاورها التابعة لعسير
وعشرات السنين من الانتظار

طريق الرصاصة التابعة لعسير سابقاً
وحالياً لمنطقة جازان واستمرار المعاناة
لعقود من الزمن

ستجد في تهامة متداخلات غريبة
من ضمنها..
مواقع جغرافية تابعة لمنطقة معينة وتراجعها فقط لإيصال الخدمات
بينما شيوخها وقبائلها تتبع ديوان إمارة أخرى

ستجد طريقا يتوسط تلك الأطراف مقسم لعدة أجزاء
جنائياً لمنطقة ما ومرورياً لمنطقة ما وخدمياً لمنطقة ما

نعم ونعم ونعم كلنا تحت مظلة السيفين والنخلة لوطننا العظيم المملكة العربية السعودية ولكن هذه التداخلات تؤدي إلى قصور في الخدمات وأحياناً توقف لعشرات السنين والضحية هم سكان تلك المناطق ومنافعهم والعمر يجرى وقطار الحياة لاينتظر أحداً من تأخر عن الرحلة فاته القطار
وكم من قطار تعدى تهامة،،،،،

مستشفيات تهامة متدنيهَ ومتذيلة لترتيب الصحة
طرق تهامة متهالكة وسيئة وبعضها مرقع ومرمم
الخدمات المالية البنكية والاجتماعية تتمثل في مراكز وفروع بسيطة ولا تتناسب مع القفزة التنموية الحضارية للوطن
التعليم عبارة عن مكاتب للإشراف ومدارس مستأجرة في أغلبها ومسافات متباعدة
الحالة الرياضة رغم وجود المواهب المتميزة إلى أن عدم وجود أندية رياضية أو على الأقل نادي واحد بمنشآت وإمكانيات متطورة يحول دون الاستفادة من تلك الطاقات
الترفيه..
موجود في قنوات التواصل الاجتماعي والقنوات الناقلة

الثقافة والفنون..
كمثل سابقاتها فلانادي أدبي يحتضن المواهب
ولا جمعية تدعم وترعي التراث وتحافظ عليه

ماذا لو؟؟؟ تجرأنا وطرحنا الأفكار العملية والمفيدة مستقبلاً هل من الممكن أن تقبل وتدعم
ما رأيكم أن نفكر سوياً؟؟
أقول يقيناً أن الأفكار الإيجابية في وطني تحتضن ولا تدفن وتدعم ولاتنسى ويهتم بها ولاتهمل ..

ماذا لو؟
كان عندنا مطار وميناء ومدينة طبية ؟؟ …
ماذا لو ..
كانت تهامة في نقاط التماس في أطراف تلك المناطق منطقة منفصلة لها إمارة وللإمارة أمير وميزانية مستقلة
هل أنتم معي بأن تهامة تستحق أن تكون إمارة
تخيلوا وفكروا ثم ادعوا وادعموا
وثقوا بأن صوتكم سيصل وسيجد آذاناً صاغية ..
لأننا في مملكة العدل بقيادة سلمان الخير ومحمد العطاء ..

 

علي بن هادي الحفظي ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى