بقلم الدكتور محمود محمد الصاوي *
يمثل اليوم العالمي للكلى الذي يصادف الحادي عشر من مارس كل عام تظاهرة صحية عالمية لرفع الوعي بالطرق الوقائية للمحافظة على صحة الكلى وتقليل مخاطر الإصابة بالقصور أو الفشل الكلوي بكل ما يحمله ذلك من آلام ومتاعب للمرضى وذويهم، بما يعرقل اندماجهم الاجتماعي أو يعطل حياتهم العملية، أو يشكل عبئاً مالياً على كواهلهم بسبب تكاليف الغسيل الدموي.
ويقدر عدد الحالات التي تعاني من أمراض الكلى حول العالم بـ 850 مليون شخص لم يعلم معظمهم أن إصابات الكلى الحادة هي من العوامل الهامة المؤدية إلى أمراض الكلى المزمنة.
من هنا جاءت أهمية التوعية المجتمعية بهذه المخاطر المحدِّقة وضرورة تجنب السلوكيات غير الصحية كالتدخين والتغذية غير الصحية، والخمول لتداعياتها السلبية المؤدية الى التدهور الكلوي، مع ضرورة تعميق الوعي بالعلاقة الطردية بين أمراض شهيرة كالسكري وارتفاع الضغط والإصابة بأمراض الكلى.
وقد أدركت جمعية البر بجدة دورها الإنساني في هذا الجانب فاحتضنت مراكزها الخاصة بالغسيل الكلوي وهما مركزا هشام عطار وعبد الكريم بكر الطبي، هؤلاء المرضى وشملتهم بالرعاية والاهتمام، عبر إجراء جلسات الغسيل الدموي لهم وفق معايير مستقاة من منظمة الصحة العالمية عبر مبادرات الجودة لأمراض الكلى ومراكز الوقاية والسيطرة الوبائيةCDC) ).
وتتم الجلسات بمركزي الغسيل من خلال أكثر من80 جهازاً، تتميز بالراحة وكفاءة الأداء، ومجهزة بشاشة كبيرة لرصد جميع المؤشرات أثناء الجلسة كضغط الدم، مع وجود أجهزة مراقبة للعلامات الحيوية والقلب لدى المرضى، إضافة الى حزمة من الخدمات المختلفة كالتحاليل الشهرية وتأمين بعض الأدوية وتوفير التطعيمات، ناهيك عن التثقيف الصحي وتقديم الاستشارات النفسية والاجتماعية.
وقد راعت مراكز الكلى عدم التمييز بين المرضى، والحرص على الجودة، باعتبار ذلك خدمة خيرية إنسانية ينبغى تقديمها على أكمل وجه.
وبمناسبة هذا اليوم العالمي لا بد أن نذكِّر بضرورة اتباع نمط الحياة الصحي كإجراء وقائي نحافظ من خلاله على أنفسنا وذوينا مع التركيز على الفحص المستمر للمرضى المعرضين للإصابة كمرضى الضغط والسكري مع الالتزام بعدم تناول الأدوية خاصة المسكنات بدون استشارة طبية والإكثار من شرب الماء والسوائل الصحية وتجنب المشروبات الغازية .. سائلين الله السلامة للجميع.
*مدير إدارة الرعاية الصحية بمركز هشام عطار للغسيل الكلوي