بقلم : نداء سليمان العيسى
اتعتقد بأنك ان لم تقم بطقوس معينه ستصبح متوترا جدآ
أو هل تسمع صوت من يأمرك ويزن عليك لفعل شي تعلم في داخل نفسك بأنه تافة او خطأ ولكنك لاتستطيع رفض أوامرة ،أو انك تضطر تعد كل شي وتعيد في العد في منتهى الدقة والتركيز ,
اذا كنت كذلك فأنت تعاني من اضطراب الوسواس القهري obsessive compulsive disorder
ولكن نتوقف هنا لنسأل هل أثر الوسواس على سلوكك الاجتماعي فأصابك بالعزلة ؟
هل تعتقد بأن تلك الوسواس قد أتت بفعل العين او التلبس من الجن ؟
لابد ان نعرف أن اضطراب الوسواس القهري متغلغل في عقول بعض البشر منذ الازل .
فهو موجود ولكن تغيرت المسميات تبعآ للتطور الطبيعي لتلك الحياة .
ففي العهد الفرعوني , كان هناك فلاحآ يكتب لأبنه رسالة عبر ورق البردي يشكو إليه معاناته التي تكمن في عدة الإجباري لحبات القمح الموجودة في الأرض ويقوم بإعادة عدها بطريقة قهرية بالرغم من عدم حاجته لفعل ذلك .
وفي عهد الصحابة رضوان الله عليهم كانت تردهم الكثير من التساؤلات التي تدل على وجود الوسواس أنذاك ,وعن ابي هريرة رضوان الله علية عن الرسول صلى الله علية وسلم قال :إن الله تجاوز عن أمتي ماحدثت به أنفسها مالم تعمل به أوتكلم ؛ رواة البخاري
وهذا المرض أصله يأتي من المخ كما أثبتت البحوث العلمية التركيبة المضطربة في مقدمة المخ والتي تسببت في هذا المرض والغريب فيه قدرتة عن الدفاع عن نفسة وكأن له عقل خاص به .
وللوسواس طريقتان في العلاج هما العلاج الدوائي drug therapy. والعلاج النفسي المعرفي السلوكي cognitive behavioral psychotherapy , والتزاوج بين العلاجين يعد من أنجح العلاجات له .
وهناك العلاج التدعيمي supportive therapy وهو احتياج المريض للتشجيع والاستماع وزرع الثقة به وهناك التحليل النفسي وهذا يهدف للكشف عن المعنى الرمزي للاعراض التي يعاني منها المريض حيث يرى أنها نتيجة النشاط الزائد للانا (الضمير)الذي يحاول عن طريق الطقوس المتسلطة حماية الذات من القلق وأن هناك صراعات لم تحل إثناء الطفولة وتحتاج للتعرف عليها وحلها
أما العلاج السلوكي فيكون من خلال أسلوبين هما
التعريض ومنع الأستجابة :
فمثلا كالخوف من القذارة المصحوب بالأفراط في غسل الأيدي يعرض المرسض للمنبهات المثيرة لقلقه ولكن يمنع من القيام بغسل اليد .
المحاكاة : في هذه الطريقة يقوم المعالج بدور النموذج الذي يمكن محاكاته وتقليدة فيلمس المعالج الأشياء التي يخشي المريض لمسها , ويعتقد أغلب الخبراء والمعالجين أن هناك علاقة بين السيروتونين وهو الناقل العصبي في الدماغ والقلق وأن الأشخاص الذين يعانون من القلق خصوصا المصابين بالوسواس القهري لديهم أختلال في عمل مشابك السيروتونين والوسواس القهري بشكل عام عبارة عن زيادة في مستوى القلق بحيث يقوم الشخص بتكرار بعض السلوكيات بشكل مستمر كأن يقوم بغسل يدية عدة مرات أويكرر الذهاب لقفل الباب ، ولذا فإن بعض العقاقير المضادة للقلق تساهم في تنشيط المشابك السيروتونية( كما هو الحال علية في العقاقير المضادة للاكتئاب ’ فتنخفض الاعراض كثيرا ومع العلاج النفسي الجيد بإذن الله يشفى المريض سريعآ.
ويبقى السؤال هنا هل الوسواس كماهو معروف عند البعض من الشيطان او بسبب ارتكاب المعاصي :
لذا يجب أن نفرق بين الوسواس القهري ووسوسة الشيطان , فوسوسة الشيطان تكون في أشياء محببة للنفس خاصة تلك المتصلة بالغرائز والشهوات وهذه الوسوسة الشيطانية يمكن دفعها بالأستعاذه من الشيطان ولكن اضطراب الوسواس يعاود الإلحاح حتى مع الاستعاذة لأنه ناتج عن خلل كيميائي في المخ , ويحتاج لعلاج دوائي وسلوكي وبما أن الوسواس مرض فإن المصاب به يثاب على معاناته حتى في حالة وجود الأفكار الوسواسيه المتصلة بالعقيدة ’ فهو يتألم منها ويحاول الخلاص ولكنه لا يستطيع دون وجود مساعد متخصص , وهذا فرق جوهري بين مايشعر به المريض من انه خرج من دائرة الإيمان وبين أن يعرف أنه في حالة احتساب لألأم المرض يثاب عليها من رب رحيم عليم بالنيات والخفايا فلا يكلف الله نفسا الاوسعها .
نداء سليمان العيسى
معالجة نفسية ومؤلفة كتاب الوسواس القهري