مقالات مجد الوطن

روح الوعود وجنة الموعود

 

بين بزوغ فجر الحياة وغروب شمسها نعيش بين ألوان من الوعد والوعود وموعدة ووعيد … إلخ من أثواب مختلفة ومتنوعة في ظهورها تبهر او تخدع الناظرين في رحلة الموعود لجسد اسمه وعد ؟!! تسكنه روح خفية
لا يعلم نيتها وووجهتها الا رب البرية .
لو تأملنا كلمة وعد في ترجمة اميرة اللغات لغتنا العربية وخاصة في كلام من خلق الوعد وكان وعده اصدق وأحق الوعود.
نجد ان الوعد في الخير والشر. قال الله عز وجل: ﴿إن الله وعدكم وعد الحق﴾ [إبراهيم/22]،]، ﴿وعد الله الذين آمنوا﴾ [المائدة/9] إلى غير ذلك. ومن الوعد بالشر: ﴿ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده﴾. وقال في وعد الشيطان للإنسان ( يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ ۖ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (120)سورة النساء . و كثير ما يشبه هذا وعود البشر التي قد تكون روحها خبيثة تحمل معها شر ،او طيبة تحمل الخير .
فوعود الله يقينا صادقة لا محالة لانها من الله الحق
ولكن كيف هي عند البشر في الدنيا ؟!!…وهل لها روح تموت وتحيا كما يحيا البشر ويموت ؟!!
تأملت في صور الوعود بين حقيقة ووهم مكذوب ، سراب وماء مورود، عداوة وحب ، صحيح وسقيم وهكذا سلسلة لا تنتهي من الوعود قد تحمل معها ريح طيبة يبقى شذاها يفوح على ثوب الموعود وان رحلت ، وبعضها قد تحمل روح خبيثة تلوث ثوب الموعود وان رحلت عنه ؟!!
وبينما اطوف بين هذه المشاهد
صاح من داخلي صوت حروفه حيرة وذهول ينادي
يا روح الوعود …
هل لك من حضور في عالمي الفاني المجهول ؟
،كم من جنة ازهرتي في رحلة الموعود ؟ وكم من شجرة احرقتي في طريقه المأمول ؟
ياروح الوعود وان طفتي في اجساد البشر الفانية هل لك من باقية ؟ إلى أين مستقرك ؟ إلى جنة الخلود ام إلى جحيم مورود ؟
وظل النداء والسؤال يجول ويحول ولكن لا جواب ولا بقاء لهذه الروح لانها رحلت للسماء برحيل أصحابها عن الوجود .
ومن هنا ايقنت الجواب الصحيح ان لا بقاء لوعد الا لرب الوعود فابتهلت اليه ان يجعل رحلتنا من الوعود إلى جنة الموعود التي يسبق اليها كل مؤمن صادق ومصدوق سواء في الحياة الدنيا او في جنة الخلود ..
‎سحر الشيمي ✍🏻

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى