مقالات مجد الوطن

انا والطبيب .

زرت الطبيب وبعيوني حسرة والم..أشفق الطبيب على حالي وقال أين الألم ..أجبته بصوت متلعثم جسمي كله ألم ….قال لي مالي أراك مشتتا شاردا ياهذا ماذا دهاك؟ ركز معي وصف لي الوجع كيف أتاك ورأيته مبتسما في صمت وكأنه عرف سر الهلاك ..
ذرفت دموع الأسى وكم أرهقتني العبرات فكل دموعي لا تكفي في وصف الآهات …
استجمعت شتاتي وكأن الريح تحتي تبعثرني دون لمم ….وقلت الروح متعبة والأشواق لاهبة متقدة ..الناس حولي نيام في دعة وأنا ابتليت بالسهر والأرق ..أشتهي الطعام أصناف أجدني أمامه كالصنم .الماء عذب زلال ولكنه في حلقي مر علقم ..الأرواح من حولي في طرب وروحي هجرت كل البشر ..سئمت الحياة وبهجتها ونسجت من طيبها الأحزان والالم …أشعر أنني زاهدا ناسكا متعبدا …وتلاشى بريق الحياة وانطفأ مات كل جميل بداخلي وتعثرت حظوظي وزادت همومي والحنبن أسرع في هلاكي …آه ياطبيب الأمر صعب لن تستطيع شفائي …
ساد الصمت وتاهت منا العبرات …فسمعت صوت أخترق كل التساؤلات قال هون عليك فقد أدركت سر الهلاك …نظرت إليه محدقا متسائلا وما أدراك ؟
قال العشق موت وحياة ، نجاة وهلاك ،نور وظلام ونار تشتعل في حشاك ..وانت في العشق طفل ضيعت كل الدروب في ممشاك ..وبذلت فيه كل قواك …تعلقت الروح والفؤاد في من لا يعرف غلاك …ستظل تجني الألم والندم والحسرة أذا لم تلملم هواك ..
قلت له دع عنك لومي ومد لي يد العون فأنت الطبيب والسحر في عينيك ..
ابتسم ساخرا وقال هذا لعمري ما جنته يداك .بقلم د.فتيحة بن كتيلة

بقلم / الدكتورة فتيحة بن كتيلة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى