…………
تاهَ وجدي في الآفاقِ مكتئباً
وضاعَ شُعاعُ النورِ من بصري
وهوى ركنٌ من الوجدان احْسَبهُ
يقاومُ الفيضان ساعة المطرِ
اصبحتُ مجنوناً اُسَامرُ كاسِراً
ُأحْصِي نجومَ الليل في السحرِ
طواني حُزْنٌ ، غَشى مقلتي سَهدٌ
اجّلْتُ صومي وحجي ومعتمري
مَزّقتُ دفاترَ الذكرى وانثرها
ما عاد سراً تجلى الشوقُ كالقمرِ
أشْعَلتِ فتيلَ الحُزُن في كبدي
زَرَعْتِ شوقاً ، خطفتِ الضوءَ من نظري
حَشدتِ جيوشَ الحب في جسدي
على رصيف الشوق صارَ مُنْتَحَري
أضْحى شريداً في الفلاةِ مُنْشطِراً
قلبٌ تَنَثّرَ سَفْواً على الاشواكِ والحَجَرِ
هل يُجمع المنثور والصيفُ عجاجةٌ
أم أتاكِ اللطفُ طَوْعاً لتعتذري؟!
لا تُجهدي النفسَ والاعصاب متعبةٌ
لا تكثري الآهات في إثْري لتنتصري
وبعد موتي والغرامُ يمزقُ مهجتي
صومي وحجي البيتَ و اعتمري
واذكري يوماً جمعنا فيه محبّةً
عَقدتُ فيه أفراحي ومؤتمري
وانحتي (حاءً ) على باب حفرتي
(وباءً ) عريضاً ، هذا هو قدري
ووزَّعِي ثروتي وما مَلكْتُ من المٍ
غَنَيٌّ بحبي لا بمالي انا الثري
واذا عادت الذكرى تصافحُ عهدنا
قبِلتُ العذرَ في قبري تراباً وبعثري
لَعَلَّ شوقاً مع الاكفانِ منزوياً
يرجو وصِالاً من خلٍ جاءَ في أثَري
يحيى بن علي البكري