محمد الرياني
أرادتْ الاحتفالَ بالعيدِ الأول، استندتْ على كتفه وهي تسأله عن المكان الذي سيحتفلان فيه، قال لها وقد مضى عامٌ بأكمله، اليومُ الأخيرُ من يونيو يوافقُ أجملَ يومٍ في حياتي، تنهدت ؛ لاأصدقُ أن اثني عشرَ شهرًا مرتْ على زواجنا يا حبيب قلبي، ذهبا إلى الفندق يطلبان الغرفةَ الأولى التي جمعتْهما فوجداها محجوزةً لعريسين جديدين، اقترحَ عليها أن يحتفلا في البيت، استحسنت رأيه واختارت الغرفةٍ التي قصَّ عليها قِصةَ حبه لها ، تذكرتْ أن في دُرجِ تسريحتِها شمعةً خضراءَ من الماضي ، همَّتْ بإشعالِها وهي تشعرُ بآلامَ غريبةٍ على مؤخرةِ ظهرِها وتقلصاتٍ في بطنها، اقتربَ نحوَها لما رآها تتأوَّه وأمسكَ بذراعها وأسندَها على كتفه ، حملَها بسرعةٍ وسارَ بها يريدُ المستشفى وهي تحاول ثَنْيَهُ معللةً بأنَّ هذا عارضٌ طارئٌ سيزول، أدخلوها غرفةً بيضاءَ نظيفةً وأخذوا منها عينة، تهلَّلَ وجهُ الطبيبةِ والممرضةِ بالبِشْرِ وباركا لهما قدومَ ضيفٍ بعد أشهر، وضعتْ لها الممرضةُ في الوريدِ مُغذيَّا ومُهدِّئًا لتستريح، أشارتْ بيدها إلى حقيبتها، ناولَها زوجُها الحقيبةَ تعتزمُ إخراجَ الشمعةِ ليحتفلَ معها، رنَّ عليه جرَسُ الهاتفِ بلا موعد ، كان على الطرفِ الآخرِ هاتفُ الفندقِ يخبرُه أن غرفتَهما جاهزةٌ لو يودَّان الاحتفالَ فيها، نظرَ إلى أعلى والمغذي الوريدي في المنتصف، استأذنَ الطبيبةَ في الاكتفاءِ بالنصف، مازَحَها بأن الألمَ اكتفى بالنصف ، اتجها إلى الفندقِ فوجَدَا الغرفةَ جاهزةً للاحتفال، طلبَ من موظفِ الفندقِ شمعةً كبيرةً وأخرى صغيرةً من أجلِ إشعالهما.