محمد الرياني
أكتبُ هذا المقال من قسمِ الطوارئ بمستشفى الملك فهد المركزي بجازان، وهذا المستشفى العملاقُ كنتُ صغيرًا قبل أكثر من أربعين عامًا وأنا أشاهد عمليةَ بنائه في فترةِ الطفرةِ التنمويةِ التي شهدتْها المملكة لتنتشرَ وتستمرَ في كل الأرجاء ، ولايختلفُ اثنان على أن هذا المستشفى والصرحَ العملاقَ الذي يحملُ اسمَ خادمِ الحرمين الشريفين الملكِ فهد يرحمه الله قدَّمَ خدماتٍ طبيةً جليلةً للملايين بفضل عياداتِه وأقسامِه المختلفة التي استقطبتْ أطباءَ من العديدِ من دولِ العالمِ في التخصصاتِ الطبيةِ المختلفةِ إلى أن تهيأتْ الفرصةُ لأبناءِ الوطنِ ليكونوا ضمنَ نسيجِه الطبي في الثلاثين سنةً الماضية أو تزيد ، والآن يزخرُ هذا المستشفى الذي أعتبره مَعْلمًا على مستوى الوطن بكفاءاتٍ وطنيةٍ في كلِّ التخصصاتِ والتخصصاتِ الدقيقةِ يعملون بكل إخلاصٍ وتفانٍ لتحقيقِ أعلى درجاتِ التميزِ والإتقان، وما زاد من بهجتي وأنا أنتظرُ نتائجَ الفحوصاتِ لابني في الليل ترددُ المناوبين والمتابعين لتقييمِ الخدماتِ المقدمةِ لبثِّ الطمأنينةِ في نفوسِ المرضى في منظرٍ جمعَ أبناءَ الوطن مع نخبة من المتعاقدين الذين يرون في مهنةِ الطبِّ بأنها قمةُ الإنسانية، قصةُ مستشفى الملكِ فهدٍ المركزي بجازان هي قصةٌ رائعةٌ من قصصِ النماءِ في هذا الوطنِ امتدتْ فصولُها أربعين عامًا وامتزجتْ فيها كلُّ المشاعرِ والأحاسيس، وعندما أقرأُ اللوحةَ الخالدةَ التي تعلوه فإنني أتذكرُ تلك الأيدي الحانية التي ساهمتْ في رسمِ البهجةِ ثم رحلتْ أو تقاعدتْ أو تلك التي لاتزال تعطي لتزرعَ الابتسامةَ في نفوسِ المرضى، أخيرًا شكرًا لقسمِ الطوارئ بالمستشفى ممثلًا بمنظومةِ الأطباءِ والطبيباتِ وأطقمِ التمريضِ لاهتمامِهم الكبير بالجميع في مشهدٍ يؤكدُ على قيمةِ هذا المستشفى الذي يحملُ تاريخًا عريضًا ووضَّاءً عبرَ هذا العمر الطويل.