*الشاعرة :::كاملة مليحي
أشكو إلى الله من مكيدةِ خائنٍ
جعل الخيانة آيةً بين الورى
في قومه يعلو بلبسِ قناعةٍ
والله يمهلُ إذ له عينٌ ترى
أخذ الإمامة والخطابة منهجاً
وصلاح ذات البين فيها افترى
لاحكمة في راسه لا خبرةً
مات الضمير فكيف يصعد منبرا
لا رحمةٌ في قلبه لا ذمةٌ
ولكم طغى بمشاعرُ وتَجبَّرا
وبفعلهِ زرع المشيب بمفرقي
برعونةٍ وجهالةٍ فتنكرا
في شدتي تركَ المصير لأدمعي
حتى إذا كمل النصاب تَكبّرا
فلكم ظننتُ به الجروح مداوياً
لكنه قطع الوصال وأنكرا
وسألته عن هجره وبعادهِ
عاتبتُهُ فبدا الإساءةَ وانبرا
ومن العجائب انه قد ضرني
بعد الفصاحة باللسان تغيَّرا
قد قال جرماً انه من حرصهِ
عقد اتفاقاً ثم خالفَ ما جرى
اضمرتها في القلب حتى أرمدَت
نيرانها وسلكت درباً أقفرا
من بعد عشق ذابَ فيه ثمالةً
شرب الغرام وشهد قلبي سُكّرا
قد كان مثل الطير بين غصونه
والشوق لحنٌ بالرؤى مستبشرا
عاداته كسر القلوب وؤدها
والطعن في ظهر البراءةِ أكثرا
