رسالة من القلب
من عُوفي فليحمدالله، ومن ابتلي فليحمدالله فكم من صحيح مرض، وكم من مريض شفي، وكم من غني افتقر، وكم من فقير اغتنى، وكم من مهتدٍ ضلّ، وكم من ضالٍّ اهتدى، وكم من مستقرٍّ تشتت أمره، وكم من متشتتٍ جمع الله له أمره، وكم من معافى ابتلاه الله، وكم من مبتلى عافاه الله، وكم من مُبصر عُمي، وكم من أعمى أبصر، وكم من مُنجبٍ عقِم، وكم من عقيم أنجب، وكم من صغيرٍ كبر، وكم من كبيرٍ هرِم، أرأيتم هذه هي الدنيا وهذه أقدار الله فيها فلا يغتر القوي بقوته، ولا الغني بغناه، ولاييئس الضعيف من ضعفه، ولاييئس الفقير من فقره؛ قال تعالى (وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ)؛ فعليكم بالرضا عند كل حال ومآل وهو سبحانه يجبر كسر المنكسرين ويستجيب دعاء الداعين المبتهلين قال تعالى ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) فقط انطرحوا بين يديه وادعوه، وأنتم موقنون بالإجابة ثم الزموا الصبر في كل لحظة قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
بقلم /سليمان أحمد القوزي