ريم .. أما وقد فارقتينا جسداً ، فإن روحك الطاهرة باقية فينا إلى الأبد .. تحنُّ علينا ، وتجود بعطفها على قلوبنا ، وتسقي بالود ظمأ أرواحنا وشوقنا إليكِ .. أما وقد أمسيتِ يلفك التراب ، وتحفك بإذن الله رحمته وغفرانه .. وأمسيت أنا يلفني الحزن والحنين .. فإن عزائي برحيلكِ أنكِ ذهبتِ لرب كريم ، لا يُظلم عنده أحد وأحسبك من الخيريين .. لن ننسى طيب ذكراك، ولن ننسى جميل صنائعك ، ولن يغادرنا طيفك .. عهدتك الحنونة الطيبة ، فأنتِ الأخت والإبنة والصديقة .. وعهدتك في وجه الألم كالجبل الأشم ، لا تهزه الريح العاتية.
ريم .. الأخت الغالية .. لا تجرؤ الكلمات على وصفك مهما امتدت ورحبت .. ولعظيم ما حل بي أمسيت أقول الحُزن يركض في الفضاء الرحب ركض الفاقدين . والشمس لفقدك تشحّبت فغدت صفراء عاصبة الجبين . والبحر باكٍ صامت. وبغيابكِ أحلام الطفولة اختفت خلف التخوم وبرحيلكِ ارتأيت أشباح الكهولة في الغيوم . وأتى الدجى الجاني وتناثرت لغيابك النجوم . اسال الله لكِ فسيح الجنان ، وأن يتغمدك بالرضوان .. وإلى لقاء على حوض الحبيب.
د/عبدالعزيز الرميلي النعمي