—————
ما أروع الإنسان عندما يكون منطوقه جميل ، ولسانة طيب الكلام في تعامله مع غيره في شتى أمور الحياة ، فالكلمة الطيبة لغايتها صدقة كما جاء فيما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد حث ديننا الحنيف على التجمل بها لما لها من أثر عظيم على نفس الإنسان المتلقي لها ، كما أنها تؤدي إلى تآلف النفوس ، وتعد أساساً متيناً تبنى عليه علاقات المودة ، والمحبة ، والرحمة ، والإنتاج ، والتربية بين الناس ، وقد شبهها المولى في منزل التحكيم بالنخلة الطيبة الأصل ذات الفروع الثابت { ضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصلُها ثابِتٌ وَفَرعُها فِي السَّماءِ }.
ونحن اليوم في عصر حضارة التكنولوجيا أصبح التواصل بين طرفي المعاملة يتم من خلال شاشات الأجهزة الذكية بعيدة عن التعامل البشري ، وقد حدثت جميع المنشئات الحكومية والأهلية برامجها إلى التخاطب مع العملاء عبر الرسائل النصية التي تخبر العميل بما تريده الجهة المرسِلة .
فتجد المنشأة التي تسوق لخدماتها ضمن منشئات عِده تستخدم كلمات راقية ذات مدلول إيجابي تجذب من خلالها العميل للتسوق في منتجاتها ، وكسب ولاءه للشراء منها دون غيرها .
وهناك منشئات من كلا الجانبين تتخاطب مع العملاء بأسلوب يحمل بين طياته كلمات قاسية أقرب ما تكون إلى التهديد لتفردها في السوق بالخدمة المقدمة ، ولا يوجد لها منافس ، فتكون آمره ناهية مسيطره جبارة متجبره لا يهمها وضع العميل المالي وكل ما يهمها استحصال رسومها دفعة واحدة بأسلوب التهديد ، فهذ أمر ليس بغريب فمن حقها أن تفعل ذلك وأكثر طالما ليس هناك جهة رقابية من قبل جهات الإختاص تحاسبهم على تصروفاتهم ، وتحمي المواطن من تجبرهم
وكما هو معلوم فالمواطن دخله محدود وثابت متناقص ، وكله أمل بأن تكون هناك جهات رقابيه من قبل الحكومة على هذه المنشئات تراحع إشتراطاتهم ومحادثاتهم وتحثهم على التعامل مع عملائهم المواطنين بالتي هي أحسن ، وتسعى إلى تسهيل دفع رسوم تاسيس إشتراكاتهم من خلال تقسيطها على دفع ميسرة تتناسب مع دخله الشهري .
ومن أصدق من الله قيلآ { وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ … }
*نبيه بن مراد العطرجي*
0 55 دقيقة واحدة