مقالات مجد الوطن

مودة الفؤاد    *جمال الكلام*

 

—————-

الكلمة الطيبة صدقة ، وأثرها يبقى في النفس لا يزول ولا ينسى مادام المرء ينبض قلبه بين حناياه في الحياة الدنيا ، ولا يختلف إثنان على أن نهاية الحياة الرحيل لدار القرار { كُلُّ مَنۡ عَلَیۡهَا فَانࣲ } دار لا نعلم ماهية ؟ ومن سيقابلنا فيها ، وكيف سيكون إستقبالهم لنا ؟ وماذا سنجد فيها ؟ نحن لا نعرف عن حياة البرزخ وما بعدها إلا القليل كما أوضحته لنا آيات الذكر الحكيم ، وأحاديث السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم .

لفِتَّ إنتباهي في المحاضرات التوعية التي تُلقى من على منابر المساجد أو الدروس أو تلك المقاطع التي تنتشر عبر المنصات الإليكترونية لمحدثي اليوم من الدعاة ، وما تناولوه من توضيح مرعب مخيف عن ما سيقابلنا في القبر من عذاب ووعد ووعيد بعد الوفاة ، وكيف سيكون حالنا البائس فيه ، وكأن الله عز وجل في علاه أخبرهم بأنه ينتظر لحظة وفاتنا وولوجنا القبر ليعذبنا أشد العذاب وهو الرحمن الرحيم ، ذُكِر أن رجل عند يحيى بن معاذ قرأ قوله تعالى { فَقُولَا لَهُۥ قَوۡلࣰا لَّیِّنࣰا لَّعَلَّهُۥ یَتَذَكَّرُ أَوۡ یَخۡشَىٰ } فبكى يحيى رحمه الله ، وقال : إلهي هذا رفقك بمن قال أنا الإله ! فكيف رفقك بمن قال أنت الإله ؟! هذا رفقك بمن قال { فَقَالَ أَنَا۠ رَبُّكُمُ ٱلۡأَعۡلَىٰ } فكيف رفقك يكون بمن قال : ( سبحان ربي الأعلى ) ؟ .

والمؤمن الموحد بالله تعالى الذي يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله { فَسَوۡفَ یُحَاسَبُ حِسَابࣰا یَسِیرࣰا } وللمؤمن في القبر نعيم وراحة ويتمنى أن تقام الساعة ليدخل الجنة وينعم فيها بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا هطر على قلب بشر .

ِلمّا لا يكون حديث الوعاظ والدعاه ورجال المنابر عن نعيم القبر الذي يجده المؤمن المسلم الموحد بالله ، وأن القبر سيفرش له من فراش الجنة ، ويلبس فيه العبد المؤمن من لبس الجنة ، ويفتح له في قبره باب إلي الجنة يأتيه منها في الغدو والآصال من نسيمها ، ويشم من طيبها ، وتقر عينه بما يرى فيها من النعيم ، فعن البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في المؤمن إذا أجاب الملكين في قبره : ( ينادي منادٍ من السماء : أن صدق عبدي ، فأفرشوه من الجنة ، وألبسوه من الجنة ، وافتحوا له بابا إلى الجنة ، قال : فيأتيه من رَوحها وطِيبها ، ويفسحُ له في قبره مدَّ بصره )

، لماذا لا يخبرونا كيف سيكون نعيم حياة البرزخ التي تفصل بين حياة الدنيا وحياة الآخرة ، وكيف تكسو رحمة الله تعالى المؤمن في تلك الفترة .

نعم سنحاسب حساب يسير تعرض فيه أعمالنا علينا ، ومن منّا سوف ينكر ما عمل والله الغفور الرحيم .

جاء عن المقدام بن شريح رضي الله عنه أنه قال : قلت يا رسول الله دلني على عمل يدخلني الجنة .

فقال صلى الله عليه وسلم : ( إن من موجبات المغفرة بذل السلام ، وحسن الكلام ) .

ومن اصدق من الله قيلآ { وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً }

*نبيه بن مراد العطرجي*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى