غمـرتْكِ جـــدةُ يالعروس سيـول
فيهـــا الــدمـــار مــروِّعٌ ووبـيــل
مـاذا أبِينُ ومـا أقــول وقـــد غدا
شرْحُ الفجيعـــةِ بالكــلام يطــول
هل مــا أراه بمقلـــتيَّ حقيـقــــةً
هل هـذا أمـرٌ ياتُـرى معــقـــــول
فبـجــدة الحـسنا رأيت مشاهداً
ومنـــاظراً منها الدمـــــوع تسيل
كم منـــزل فيـهــا يظلِّــل أهــلَـه
ويعيـشُ فيــه مــعـــوَّقٌ وعلــيـل
كم فيهـا من بيت يـزيدُ سعـــادةً
وهــــواءهُ للســـاكنـين عــليـــــل
أتت السيولُ إلى الجميع فعمَّهم
من هول ما قد ناظـــروه ذهــــول
هذا يصيــح ويســتغيث وذاك في
بطن السيـــول معـلَّـقٌ معــــــزول
وبيوتهم صارت تفيض وقد غـدت
تطوي السيـــول أثاثــهم وتُـــشيل
كم دمـر السيـل العـــرمرمُ منــزلاً
قـد كان فيــه أرامــل ٌ وكــهــــــول
كم دُمِّرت فيها الشـــوارع بعد أن
كنــَّا بــهـــا والــزائــرون نـــجـــول
كم كم وكم فيها المراكب عُطِّلت
وغـــدت ركامــًا شكلهــنَّ يــهـــول
أوَّه جـــدةُ يالـعـــــروس تبــدلــت
فيــك المحــاسن واعتـراك ذبـــول
قد كان وجهـــك لايُمــلُّ وفي الرُّبى
عطــرٌ يفـــوح وللـحمـــامِ هـــديـل
واليــــوم غطَّتكِ السيول وأصبحت
يُجْــلي جمــالـكِ بطشُــهــا ويُــزيل
في كل حين والخطــوب تشـــير في
كـل الــنـــواحـي كفُّـــها وتُــطــيــل
لكـنــمــا بلـــديــة فيـــك ارتــضـت
نومـــا يغَــشِّي جفــنـهـــا ويـطــول
ماذا أقــول وما يجــول بخــاطــري
يحملْـــه جيـلٌ من صبــاي وجيــل
سأقــول دومــاً أنهــا هي وحـــدها
عمَّـا جــرى في جــدة المسئــــول
أو لم تجـد عبر الزمـــانِ طـريقــــةً
تــدعُ المخــــاطـــرَ تنتــهي وتــزول
سنظلُّ نحمل في القلـوب مخـاوفاً
إن زار جــــــــدةَ راعــــدٌ ووشــيــل
كلمات الشاعر أحمد هادي دهاس
