رافقت (قناعة) إلى الباب لعليّ أظفر بمعلومة جديدة، وبعدها يمكنني أن أبحث عن أخرى مكملة ربما تكون موجودة في الجوال لكنها انصرفت وظل صدرها صندوق أسرارها المغلق.
قمت بتفحص مدونة الجوال الذي أعطتني اياه.. وقد كتب فيها:
لن أفقد الأمل فهناك يوجد حب لها.. اليوم حذرتني قائلة: “لو استمريت يا ضفدع في تفكيرك الوحلي ستحل عليك وعلى أسرتك لعنتي وسأجعلك تثب مكان لآخر بحثًا عن رزقك يا أبو الذباب”.
قلت لها:
– عظيم.. سأسافر أعقد قراني على ابنة عمي وعندما أعود نناقش هذا الأمر وربما سمحتِ لي بتناول العشاء معًا لنحتفل برزقي.. أغتسلي جيدًا لا أريد رذاذًا من بقايا الكلب الذي لعقك.
صفحة أخرى.. ليس لي غير ابنة عمي زوجة صالحة تحفظني وتحفظ بيتي وتلك الوعاء ستكون عشيقتي الع.. ا..ه…ر..ة
صحت شيء عجيب.. انها مكتوبة بألفاظ دونية.. ما أغرب ذلك!
خرجت من تلك المدونة وقد اقتنعت أن هذا ممكن لإنه لم يصدق كلامها ولم يقبل رفضها له فقامت فيه مشاعر وروح المغامرة والتحدي ومنافسة “أثبت لي.. أنا أرجل منك”.
في هذه اللحظة، حطت رسالة نصية كالطائرة على مطار جوالي، أنها من (قناعة) بينت فيها “لا تفشي كثيرًا.. فقط افتحي الاستديو وشوفي فيديو باسم الخلاص”.
موسيقى كلاسيكية هادئة، إضاءة خافتة، شموع وورود حمراء، رجل وامرأة أثناء تناولهما الطعام دارت بينهما أحاديث الغرام والمجون لإثارة الغرائز والمتعة، ومن ثم نهضت المرأة من على المائدة معتذرة بتجديد مكياجها، مسك كفها بحنان وودعها بابتسامة عريضة كشفت عنها أسنانه البيضاء، انتظر وقد تأخرت بعض الوقت، نفذ صبره فأطلق قدميه، صعد سلمًا خشبيًا كان صوته ينادمه، وهو يترنح.. يحمل كأسًا وقبل أن يخرج قفز عليه رجلان هما عكسه جسمانيًا، سقط الكأس من يده، تراجع للخلف بصعوبة شديدة.
صرخ بأعلى صوت بكل قوة يطلب النجدة، فقام أحداهما بركله ولكمه لكمة عنيفة والآخر ممسكًا به بإحكام، ثم وضع قطعة قماش مبللة سد بها فتحة فمه وقيده، لم يستطع أن يخلص نفسه، شكه الثاني بإبرة لا يعرف نوعها هل هي مخدرة.. منومة أم قاتلة؟
وفي التو دخلت المرأة وبصقت على وجهه قائلة: “هذه ابديتك يا ابن الك ل ب”.
ثم التفت نحو احدى الرجلين وقالت: آه.. اشكرك أنت انقذتني من تمادي هذا الحارس الناحل، لقد ضاقت نفسي منه ضرعًا، فكلماته التهديدية اليومية أتلفتها مع غزله الفاحش المستمتع بفعله.
رد عليها: نفذتِ ما وجهتكِ به على اكمل وجه.. قلت لكِ
مجرد كمين تغررين به إليه، وهو سيقع فيه بدافع رغبته.
-صدقت!
سألها ضاحكًا:
– لا أحسبك تريدين اللجوء إلى الشرطة؟
– لا.. لا أريد ذلك من فضلك.
– يسرني قولك هذا.. إن لجوئك لها لم يسبب إلا المتاعب.
– أفهم أن لديك خطة تخلصنا من جثمانه.
– لا تخافين لن أتركك وحدك معه.. ثقي في كلامي.. دعينا الآن نشرب نخبه.
الروح/ صفية باسودان