الروح/ صفية باسودان – جازان
فما كان من (زوجة المنصدم) إلا أن قاوحت وقالت: أتعرفين من أنا وابنة من.. أنا شريفة من نسل الشرفاء.. أنا من آل الب….
وقبل أن تقدر وجودها بما تحمله الكلمة من معنى، عارضتها (أم قناعة) قائلة:
– من آل صندقة يا صندوقة.. كل من قام وقعد قال أنا وأنا.. فلو كنتِ من آل آل لكنا أبصرنا جمالًا يفوق الوصف، وليس هاتين العينين، لأول مرة أبصر عينين كالشامتين وفم طويل كالحبل دقيق الشفتين ينحدر من تحتهما ذقن بارز يبارز أنف واسع المغارتين، فلو كنتِ كما قلتِ لكنتِ دون شك أيقنتِ أن كل انسانًا شريف عند نفسه.. لكن..
– أنا!.. قولكِ هذا من قهرك.. لن أجابهكِ وسوف أتركه يأكلكِ كالغصن المقطوع الضيئل.
– بل من خطبة بغلكِ.. عمومًا هنيئًا للقهر بي وبردًا وسلامًا عليّ.. هيا.. هيا.. أغربي من هنا حتى لا يحرقكِ ما سيأكلني!
صار كل شيء جريحًا بما في ذلك ذوات المصلحات بينهما. ها قد انقضت السهرة بطرد (أم قناعة) لهما شر طردة وسط ذهول نظر أخيها المتسع.. المتابع في جمود تام، غادر الأهالي ولم يلحظ أحد الحالة التي كان عليها وكأن قوة جبارة تدخلت لتبقيه تمثالًا لا يستطيع فعل أي شيء لمشاركتهم أو لمنعها. سجلت (أم قناعة) موقفًا عدائيًا في حياة (المنصدم) هزت شباكه حتى مزقت خيوط بيته عليه.